14 سبتمبر 2025

تسجيل

وسقطت الأقنعة

03 فبراير 2013

إن حبتك عيني ما ضامك الدهر بعد أن نشرت مقالي الموسوم بـ (إن حبتك عيني ما ضامك الدهر) لم أتخيل هذا الكم الهائل من التعليقات الايجابية على المقال في تويتر، وهذا ما يؤكد انتشار هذه الآفة في المجتمع والتي يطلق عليها مسمى " المحسوبية والفساد "، وانهالت علي الكثير من التعليقات على بريدي الخاص، منهم من شكرني ومنهم من ذكر لي العديد من قصص الموظفين المظلومين الذين يتلقون معاملة جافة من قبل مديريهم! والغريب في الأمر!!!! بل والعجيب!!! بل المصدم في الموضوع أن احدى المديرات في جهة من الجهات قد صرخت " من قمة راسها " وانهمرت دموعها حزناً وألماً من مقالي (واعليه....!!!! )، ووجهت إلي اصبع الاتهام بأنني أقصدها شخصياً (يا لهووووي بجد يا بت الكلام ده؟!!! )، ولسان حالي يقول "اللي على راسه بطحة يحسس عليها "، بالرغم من أن المقال جاء عاماً ولم أقصد به شخصاً بعينه! ولكن هناك من يرغب في كشف الستار عن نفسه وتصرفاته أمام الآخرين... " وإذا بليتم فاستتروا "... وجوه منافقة... نوايا فاسدة... وفي المقابل... عقول متفهمة وواعية... وتشجيع رهيب... وتصفيق حار... هذا ماوجدته من نتائج ونجاح مبهر لمقال " إن حبتك عيني ما ضامك الدهر "! والنتيجة الأجمل للمقال: هي اكتشافي لعقول صغيرة مهما حاولت تكبيرها زادت نقصاً فلم أجد منهم إلا الغضب مما قلته في المقال الموضوعي تماماً والخالي من أي شخصنة! يدوش!!! يقول المثل المصري " العيار اللي ما يصيب يدوش ". عندما أكتب أي مقال هادف ولكن بإسلوب ساخر... يظهرون لي خفافيش الظلام... وقد سقطت عن وجوههم الأقنعة.... فاكتشفت بأن هناك من يظهر لي محبته ولكن! ما إن أكتب شيئاً صادقاً وإذا هو مكفهر الوجه... وكأنما روحه تتصعد في السماء... وهنا علمت بأن " العيار اللي ما يصيب يدوش "! ااااايوه هوه ده! يدووووووووش... فلماذا كلما نثر الكاتب كلماته على سطور دفتره.. بما يملي عليه ضميره... " يمدون البوز عليه "! والأمر من ذلك إنهم " يتفرعنون عليه "... " يا فرعون مين فرعنك قال مالقيتش حد يردني "... لذا فقلم الكاتب غالباً ما يرعب هؤلاء... ولربما قلمه هو الوحيد الذي يستطيع ردعهم... فقول الحق مهمة الكاتب... لا خوف أمامه إلا الخوف من الله وحده... أما للآخرين فكفيلهم رب العباد! والتعبير هو حق مكفول... طالما لم يشوبه التجريح والتشهير باسم أحدهم... ولكن! حتى لو تحدثت بشكل عام... وانتقدت صفة معينة دون ذكر اسم... " طقوا طبولهم "! ظناً منهم أنني أقصدهم مباشرةً! وكأنما " ما عندي سالفة غيرهم "... ولكن أقول مثلما قال "اخواننا المصريين" " العيار اللي ما يصيب يدوش "... الرأي...والرأي الآخر عندما يبدأ الكاتب في ملئ سطوره، لابد من أن يجد من يؤيده ومن يعارضه هذا بطبيعة الحال، وفي المقابل عليه أن يتقبل النقد، فالنقد بلا شك إما أن يكون بنّاءً فيستفيد منه الكاتب عند كتابة مقالاته الأخرى، وإما أن يكون نقداً لمجرد النقد، بمعنى أن يكون الناقد يود أن يعترض على أي كلام والسلام، هنا على الكاتب تجاهل أمره، فهناك أشخاص عندما تبدي وجهة نظرك ككاتب يتحسسون من أقل كلمة تُكتب ويفسرونها على أنها مسألة شخصية لا أكثر، أو أنهم " ينبشون في الأولي والتالي " مثلما يقول المثل " ماتفوته فايته ولا عصيدة بايتة "، وهذه هي طبيعة بعض البشر، فمثلاً إنتقادي لبعض تصرفات المديرين المتعجرفين في مقالاتي هو دائماً يأتي بالعموم وليس المقصود به شخصاً بعينه أو جهة معينة، ولكن " ربعنا " يسيرون في حياتهم وفقاً للمثل القائل " يا دهينة لا تنكتين "! فتراهم يعتريهم الزعل والحزن والضيق عندما يخط قلمي كلام هو بالأساس موجه إلى فئة معينة فقط موجودة في كل مكان وزمان، وليس بالضرورة أنني أتحدث عن من هم حولي، وفي جميع الأحوال إبداء النصح هو واجب كل مسلم وفي ذلك قال صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ، إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ، إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ، قَالُوا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ِللهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِنَبِيِّهِ، وَلأَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِينَ وَعَامَّتِهِمْ. — وفي رواية: إِنَّمَا الدِّينُ النَّصِيحَةُ، قَالُوا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ِللهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ "، وفي الختام لا يسعني إلا أن أقول " الله يهديكم بس ". نقطة فاصلة: قريباً... سيصدر كتابي الموسوم بـ" فنجان قهوة ".. ويحتوي على جميع مقالاتي التي نشرت بجريدة العرب... والتي أكن لها كل الاحترام والتقدير... كتابي المتواضع سيكون بتقديم... صاحب القلم المبدع والمتميز / فيصل محمد المرزوقي... وسيحتوي على فواصل كتبت بخطوط عربية مميزة... وذلك بيد الزميل الخطاط الدكتور / أكرم عبدالرزاق المشهداني... لهم مني كل الشكر والتقدير... والشكر موصول للمصور القطري المحترف / خليفة عبداللطيف المطاوعة... على مساهمته في تقديم بعض الصور الحصرية للكتاب.. والتي التقطت بعدسته المميزة... فشكراً لهم جميعاً...