25 سبتمبر 2025
تسجيلها قد انتهى مونديال قطر، والذي كان من أجمل الأحداث التي مرت علينا وتمنينا ألا تنتهي. وبعيداً عن النتائج الكروية، وروعة التنظيم، وجمالية الأحداث والمواقف والقصص الكثيرة والمعبرة التي تحدثت أثناء المونديال. فهناك الكثير من الدروس والعبر التي يمكن أن نستخلصها ونتوقف عندها، وسأكتب هنا عن بعضها، والتي كانت واضحة وجلية، وغيرت نظرتي تجاهها بعد أن كنت قد اقتربت من درجة اليأس منها: • لا تزال قضية فلسطين حية في نفوس الشباب والصغار، بالرغم من كل الطمس والتزييف والتجاوز والتطبيع الذي طالها في الإعلام الرسمي وغير الرسمي، بل ووصل لإخفائها من مناهج التعليم. ولكن يبدو بأن كل تلك المحاولات باءت بالفشل. • يريد الغرب فرض ثقافته -بمحاسنها وشذوذها- على الثقافات الأخرى بكل فوقية واستعلاء. ويسلط إعلامه -الذي طالما تغنى بالمهنية والحيادية- ضد كل ما هو "مختلف" عنه. وفي المقابل تجد من عامة الغربيين من هو منصف ومنفتح أكثر حتى من سياسييهم وإعلامييهم. • الثقافة العربية والإسلامية والشرقية تقارع الثقافة الغربية، بل وتعلوها في جوانب كثيرة، ولكن تم تشويهها على مر العصور منذ الاحتلال الغربي لبلاد المسلمين وحتى اليوم. حتى أصبحنا نتوهم بأن ثقافتنا أقل مستوى من ثقافتهم. • الجذور والروابط التي تجمع بين الشعوب العربية والمسلمة أكبر وأقوى من رغبات من أراد قطعها وتحطيمها وإذابتها، بل وحتى أكبر من خلافات السياسيين. • هناك دول وشعوب -كشعوب أمريكا الجنوبية- يشبهوننا كثيراً في القيم والمبادئ والاهتمامات، بل وحتى في طريقة الحياة المتمحورة حول الأسرة، وليس الفردانية كالغرب، ولعلها تكشف فرصا لتقوية العلاقات معها. كانت هذه بعض الوقفات السريعة المجملة، ولعل المونديال يحتاج لوقفات تأمل طويلة ودراسة للكثير من الظواهر التي لم تكن لتظهر لو أنه أقيم في دولة غربية.