15 سبتمبر 2025
تسجيل(كلاكيت) المشهد يعاد مرة أخرى!، لربما تكون هذه هي العبارة التي تبدو مناسبة أمام ما يجري اليوم ليس في قطر وحدها وإنما في جميع دول العالم تقريباً من عودة نشطة جداً للإصابات بفيروس كورونا وتحوراته التي لم أعد أعرف أسماءها ولا أنواعها ولكني أقرأ بأن متحورها الأخير (أوميكرون) سريع الانتشار بصورة أكبر من أشباهه الذين سبقوه ولا يزالون يحلون ضيوفاً ثقالاً علينا، بالإضافة للفيروس الأم كورونا الذي كنا يمكن أن نتعايش معه بالصورة المطلوبة كمجتمعات واعية استوعبت آثار هذا الفيروس، وأنه يمكن أن يكون باقياً مثل أي أنفلونزا، وإن كنت أتحفظ على تشبيهه بأنفلونزا عادية لا يمكن في أي حال من الأحوال أن تقتل كما فعل (كوفيد - 19) في أكثر من أربعة ملايين روح في العالم التي ذهبت ضحية له، أو كما دعا وزير الصحة البريطاني شعبه للمعايشة اليومية والمجتمعية له بكثير من الاحتياطات الصحية والإجراءات الوقائية لولا أن الانتكاسة التي طرأت مع نهاية عام 2021 وبداية العام الجديد أفضت بنا إلى ما نحن فيه من خوف وكأننا نعيد مشهد بداية هذا الوباء عام 2020 فعلياً، لا سيما في دولتنا التي نجحت منذ تفشي الفيروس فيها في احتوائه، ولنقل ليس في عدد الإصابات ولكن بنشر التوعية الطبية اللازمة له، مما أدى ذلك إلى زيادة الوعي بخطورة انتشار هذا الوباء وتجنبه وأخذ الاحتياطات اللازمة والقرارات الرسمية الملزمة على الجميع التقيد بها، وهي من الأمور التي لم تتساهل الدولة في تجاوزها، لأن ذلك يعني مثل الذي ينشر مرضاً معدياً قاتلاً دون أخذ الحيطة والحذر ويقتل الجميع حوله أو من يتعامل معهم، ناهيكم على إمكانيات بلادنا العالية في توفير كافة الخدمات الصحية سواء اللوجستية أو العلاجية لإحاطة هذا الوباء داخل دائرة لا يخرج عنها. والحمد لله أنه بفضل من الله أولا ثم بفضل تلك الجهود ووعي المجتمع استطعنا في فترة ما العودة شيئاً فشيئاً للحياة الطبيعية التي كنا نفتقرها ونفتقدها لمدة عامين من الزمان، ولذا يأتي علينا اليوم ما يأتي على العالم بأسره، وهي الهجمة المرتدة الأكثر شراسة من الفيروس ومتحوراته، وبالتالي فلربما نعود للمربع الأول الذي مكثنا فيه أسابيع طويلة حيث تم إغلاق كل شيء من حولنا فباتت الشوارع خالية إلا من بعض مرتاديها الذين كانت تستوقفهم الدوريات الأمنية بالنصح والمساءلة بأن يبقوا في بيوتهم وألا يخرجوا إلا للمستشفيات أو الصيدليات أو إحضار المؤن الاستهلاكية من الطعام وغيره من المجمعات المعنية ببيعها. ورغم أنني حقاً لا أريد التفكير بتلك الفترة الموحشة، فإنني في الوقت نفسه لا يمكنني منع نفسي من تذكرها وأنا أراقب مؤشر الإصابات يرتفع بصورة جنونية بصورة يومية، ولسان حال الجميع يقول إننا حتما سوف نصل لمرحلة مظلمة كالتي مر بها العالم وعاد هذا العالم ليبشر بانفراج الأزمة ثم عاد للنقطة التي بدأ منها في غير مبالاة لتصريحات مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، الذي كان يخرج في كل مرة محذراً العالم كله بعدم إعطاء الأمان لهذا الفيروس بالانفتاح الكامل وكنا حقيقة نستصغر تصريحاته ونراها نذير شؤم بعد أن بدأنا بالتعافي من آثار هذا الوباء، لكن الواقع اليوم يثبت لنا صدق ما كان يقوله الرجل ويروج له ويحذر منه أيضاً وها نحن اليوم ندفع شيئاً فشيئاً ثمن ذاك الاستهتار إن كان منا من كان مستهتراً فعلاً، وربما يكون في المقابل ثمن التراخي الفعلي الذي بدا من الجميع الذي لم يكن يتوقع هذه الارتدادة السريعة للفيروس ومتحوراته التي تبدو هي الأخرى انتقامية نوعاً ما فتأتي أشد تأثيراً وأسرع انتشاراً للأسف. وبغض النظر عن مسؤولية من في عودة هذا الفيروس بصورة أشد ضراوة تبقى المسؤولية الملزمة لي ولك وللجميع على اختلاف المكان والمنصب والوظيفة والتأثير أن نشد الحزام في أخذ كافة الاحتياطات، وأن نكون معلمين لأنفسنا ولا ننتظر أي جهة لتخبرنا بما يجب عمله للوقاية من العدوى إن لم يكن خوفاً على أنفسنا وهي الجديرة بالخوف، فإن أرواحاً حولنا نحبها أدعى بأن نخاف عليها فربما نتحمل نحن العدوى وتمضي برداً وسلاماً علينا لكن هذه الأرواح تضعف وتنهار أمامها وأمامنا. [email protected] @ebtesam777