15 سبتمبر 2025
تسجيلبدءاً من اليوم لم يتبق للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب غير 16 يوما قبل أن يلملم أوراقه ويجمع أغراضه في صندوق صغير، ويغادر مكتبه البيضاوي ويودع حديقته الخلفية، ويمسح على الصور التاريخية المعلقة على جدران البيت الأبيض، ويجد طريقه إلى الباب الذي سيؤدي به إلى سيارة سوداء معتمة تنقله إلى مقره الشخصي الذي سيقضي فيه بقية حياته، يتحسر على سنواته الأربع القادمة التي كان يمكنه فيها أن يبقى رئيسا وفخورا بأعوامه الأربعة الماضية التي قضى فيها رئيسا للولايات المتحدة، وأصدر خلالها قرارات غيرت من واجهة العالم لا سيما منطقة الشرق الأوسط، وتحديدا البقعة العربية فيه التي تأثرت كأكثر المناطق في العالم تأثرا بمزاجية ترامب وتقلباته التي لم يتأثر بها أحد مثل العرب الذين تحملوا كل جنونه، لكنهم بلا شك كانوا مثل الوعاء الفارغ الذي صب ترامب فيه كل قراراته التجريبية ليعرف مدى صلاحيتها أو فشلها. وكالعادة لم يعترض العرب على مغامرات الرئيس الأمريكي الذي بات همه اليوم أن ينجح في مساعي تشكيكه بنتائج الانتخابات التي جرت في بلاده والتي أقصته من حلم البقاء رئيسا لمدة ثماني سنوات متتالية مثله مثل سابقيه الذين أنهوا سنواتهم الأربع الأولى ويكملونها إلى ثماني سنوات لم يستطع ترامب أن يكملها، فجاء خلفه الديمقراطي بايدن ليثبت أن ترامب لم يكن بالجدارة الذي يستحقها ليبقى رئيسا لبلاد كانت أكثر الدول تأثرا بسياسته وإن بدت خطاباته التي كان يتصدرها وسط عشرات الآلاف من مناصريه تبدو وكأنه نقل الولايات المتحدة من العتمة للضوء ومن القاع للقمة. لكن ومع مرور الوقت نحو تنصيب بايدن يخفت ضوء ترامب وصوت كل من كان يلوح له بأنه الرئيس المفضل لديه، لأن الشعب الأمريكي نفسه أيقن بأن التناقض الذي يخرج به الرئيس من حين لآخر لا يمكن أن يجعله يبقى، ولذا حين اُعطيت الكلمة الأخيرة للشعب قال كلمته التي لم يقبلها ترامب حتى مع قرب انتزاع كل ما كان لديه للرئيس القادم جو بايدن حتى حسابه في تويتر لا يملك ترامب الاحتفاظ به، وهو الذي جمع فيه الملايين لمتابعة تغريداته التي كان يهاجم فيها خصومه، لكنه في النهاية لم يملك حتى تغيير ملف الحساب التعريفي والذي اكتفت إدارة تويتر بالإشارة فيه لترامب على أنه أحد رؤساء الولايات المتحدة الـ 52 قبل أن تشير له بالرئيس السابق في وضع يرثى له وهو الذي تتقلص منه كل الصلاحيات حتى مع بقائه رئيسا ليوم العشرين من يناير الحالي. ولذا لم يعد معلوما ما الذي يمكن لترامب أن يأخذه معه قبيل رحيله إلى ممتلكاته الخاصة، باعتبار أنه كان قبل انتخابه رجل أعمال وصاحب أملاك وأبراج، لكن تبقى صفة الرئيس ما سعى لها ترامب ونجح لامتلاكها لكنه لم يستطع الحفاظ عليها لأكثر من أربع سنوات قبل أن يجد نفسه خارج البيت الأبيض، ولا تبدو أن حياة الرئيس الأمريكي ستخلو من الإثارة حتى بعد تركه الحياة السياسية، وسيبقى السؤال ما الذي سيحدث في عهد بايدن يمكننا بعده أن نقول إنه خير خلف لأسوأ سلف ؟! لننتظر !. @[email protected] @ebtesam777