27 أكتوبر 2025
تسجيلتفاعل عدد من القراء الأعزاء مع مقالتي "الخميس" الماضي التي نشرت في هذه الزاوية تحت عنوان "مركز الدوحة لحرية الاعلام.. أين؟" لما احتوته من واقعية، ولطرحها تساؤلا مشروعا حول الاهمية التي يشكلها هذا المركز المحترم وسط زخم الاحداث خاصة تلك التي عايشها العالم قاطبة طوال العام المنصرم الذي ودعناه منذ ثلاثة أيام مضت، ولم تحرك تلك الأحداث مشاعر منتسبي المركز لتنوير الرأي العام لما حصل بالاستناد الى اهدافه المسجلة في الدفاع عن حرية الصحافة والصحفيين. الصحفي مروان ناجي الجباره من العراق الشقيق مقيم في دولة قطر هو احد المتفاعلين مع هذا الطرح لما يملكه من تجربة شخصية مع دور مركز الدوحة لحرية الاعلام في الدفاع عن قضيته الصحفية.. وإليكم نص الرد دون تدخل منا.. يقول مروان جبارة في مقالته:يعتبر العراق وسوريا من الدول التي سجلت فيها أعلى النسب لانتهاك الحريات في مجالات الصحافه والاعلام حسب احصاءات المنظمات الدولية المعنية، واخرها تقرير منظمة "صحفيون بلاحدود" بهذا الشأن وتعتبر من اخطر البلدان وبيئة غير صالحة للعمل الصحفي والاعلامي.وفي العراق بعد أحداث ١٠ يونيو حزيران ٢٠١٤ تعرض المئات من الصحفيين والاعلاميين في محافظات "صلاح الدين ونينوى والانبار" لانتهاكات كبيرة حيث قتل العشرات منهم وتعرض قسم للاختطاف ومصيرهم مجهول وقسم اخر هربوا خارج مناطقهم وربما خارج العراق خوفا من التهديدات، ومن خرج من العراق فانه يعاني الامرين صعوبة الحياة وشظف العيش لان اغلب الصحفيين والاعلاميين فقدوا عملهم بعد انهيار وسرقة وتفجير المؤسسات الاعلامية العاملة في هذه المحافظات ومنها قنوات سما /صلاح الدين الفضائية/ وقناة /صلاح الدين/ وقناة /الشعب/ وقناة /نينوى الغد/ وقناة /الموصل/ وقناة /الانبار/ وعشرات المحطات الاذاعية والصحف والمجلات.وعلى المستوى الشخصي كنت ادير قناة /سما صلاح الدين/ التي كان فيها ٥٠ موظفا بين صحفي واعلامي وفني والتي تعرضت للاقتحام من قبل مجاميع مسلحة وتعرضت للسرقة واختطف احد مصوريها المصور /رعد العزاوي/ وقتل، كما تم تفجير منزلي من قبل هذه المجاميع المسلحة، ثم استطعت الوصول الى بغداد وهناك لم يكن الحال بافضل من قبل حيث تلقينا سيلا من التهديدات بالقتل نحن وعوائلنا من قبل مجاميع ومليشيات اخرى.وعندما لجأنا لمنظمات حرية الصحافة ونقابة الصحفيين العراقيين لم نجد اي دعم سواء من قبل الحكومة العراقية أو من قبل المنظمات الدولية او المحلية غير توثيق وتدوين الاعتداءات والانتهاكات على أوراق، فقط الاكتفاء باصدار ادانات بائسة إن صح التعبير.ربما أكون الأوفر حظا بين أقراني اذ وصلت الى دولة قطر حيث الاهتمام الكبير لوجود مؤسسات اعلامية رصينة تعمل بمهنية عالية، وعند بحثي عن من يتابع شؤون الحريات الصحفية لفت انتباهي مقال السيد خالد عبدالله الزيارة عن /مركز الدوحه لحرية الاعلام/ فأثار عندي تجربة مريرة عندما حاولت الوصول الى المركز مرارا دون جدوى، ولم اجد من يشجعني للوصول الى اي مسؤول فيه.آمل بصدق ان تكون نشاطات المركز مقرونة بمساحة الحرية في قطر ونجد الاهتمام بمعانات الاخرين ونحن منهم، وما استعرضه كاتب المقال يوحي بان المركز غير فعال وهناك إهمال لعمله الذي أسس من اجله.اتمنى ان يصل صوتي للمركز وللقائمين عليه للنظر فيما نعانيه ويعانيه زملاؤنا ونكون شهودا على اهتمام /مركز الدوحة لحرية الاعلام/ بالصحفيين والاعلاميين العرب.. مع التقدير وسلامتكم.