14 سبتمبر 2025

تسجيل

العميد الخرجي والمرور ومآسي المجتمع

03 يناير 2014

قبل كل قول ولأن هذه المقالة تصل إلى القارئ الكريم في مطلع عام 2014 أتقدم بأحر التهاني لأهلنا في قطر مواطنين ومقيمين بحلول العام الجديد بعد وداع عام مليء بالأزمات والصدمات والدماء الغزيرة التي تسيل في أكثر من عاصمة عربية داعيا الله عز وجل أن يجعل العام الحالي عام عزة ومجد ورخاء واستقرار لبلدنا العزيز تحت قيادتنا الشابة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وآل بيته الكرام، كما أتمنى من الله عز وجل أن يجعل هذا العام عام نصر مبين على كل الطغاة من الحكام المستبدين الظالمين وأن يرينا فيهم عجائب قدرته وأن يمن على أهلنا في العراق وسورية وفلسطين واليمن ومصر العزيزة وكل الوطن العربي بالنصر المبين وأن يخرجهم من دائرة ظلم تلك الأنظمة الظالمة إلى نور الحرية والعزة والكرامة. (2) كنت في زيارة لإدارة المرور وقادتني الظروف إلى مقابلة العميد الخرجي مهنئا بالمقر الجديد الفخم لإدارة المرور المنظم خير تنظيم تستطيع إنجاز معاملتك في ثوان ولا أقول دقائق إلا إذا عجز الحاسوب الآلي فذلك شأن آخر. سألت سيادة العميد عن حال المرور وكيف تعاون المواطنون مع إدارته؟ رفع نظره إلى سقف مكتبه المتواضع وأطلق تنهدا عميقا وأدركت ثقل السؤال ومعاناة العميد ومساعديه من قلة التعاون بين الناس والمرور.مع الأسف الشديد، معظم الناس يقول العميد الخرجي: ليس لديهم وعي مروري رغم محاولاتنا الإعلامية والندوات وزيارة المدارس وعن طريق التلفزيون. إنهم لا يدركون مخاطر السرعة واستخدام الهاتف وعدم ربط الحزام وكيفية التجاوز لسيارة أخرى وهم على مقود السيارة، أولياء أمور الشباب (فوق سن 21 سنة) لا يتعاونون مع رجال المرور في إرشاد ونصح الأبناء بعدم الاستهتار بقواعد ونظم ولوائح المرور.يحكي قصصا غريبة جدا من عدم التعاون مع رجال المرور،منها على سبيل المثال لا الحصر "أن شابا كان يقود سيارته "كروزر" بسرعة جنونية أوقفته المرور وأمرت بحجز السيارة لعدد من الأشهر، جاءت والدته إلى هنا تطلب الإفراج عن سيارة ابنها، رفضنا طلبها، شارحين لها خطورة ما فعل ابنها (21 سنة) ولابد له من رادع قانوني فكان حجز السيارة وكان من المفروض أن تردع الأم ابنها وتؤنبه على فعله، وتشكر إدارة المرور على هذا الاهتمام حفاظا على أرواح الناس، لكن الأم أخذت جانب الابن وما كان منها إلا أن قالت خذ السيارة لك يا خرجي وسوف أشتري له سيارة جديدة أخرى بدلا من تلك التي حجزتها، ومع الأسف أنها لم تنته مدة الحجز إلا والابن حدث له حادث في سيارته الجديدة الأمر الذي أدى إلى وفاته، وهناك قصص أخرى يشيب لها الرأس.يذكر سيادة العميد الخرجي أننا أجرينا إحصائية بالتعاون مع "أوريدو" للاتصالات، حددنا الزمن لكل حادث سيارة وزودنا تلك المؤسسة بأرقام هواتف مستخدميها ووجدنا أن نسبة عالية جدا لتلك الحوادث حدثت أثناء مكالمة هاتفية بين سائق السيارة وطرف آخر، وعلى ذلك إدارة المرور تجري دراسة بالتعاون مع "أوريدو" لتقطع الاتصالات الهاتفية عن السيارات إذا تجاوزت السرعة المحددة، لكن ستواجهنا مشاكل جانبية منها سيارات الإسعاف والسيارات الرسمية في المواكب وغيرها ستتضرر من تلك العملية، وعلى أي حال هذا الموضوع شاغلنا الآن ونتمنى أن نصل إلى طريقة ما لقطع الإرسال عن السيارات عندما تتعدى السرعة القانونية.(3) لا شك أن إدارة المرور تبذل جهودا عظيمة لتنظيم السير ورقابة الطرق والحد من السرعة وغير ذلك ولكن هناك نقطة أخرى أثيرها للمرة الثالثة والرابعة ولم أجد لها حلا.إدارة المرور أصدرت قرارا بتغريم السيارة التي تقف في نقطة التقاطع، وحددت بعض تلك التقاطعات باللون الأصفر وهذا عمل تشكر عليه إدارة المرور، لكن بعض تلك المربعات المهمة ليست محددة باللون الأصفر الأمر الذي يوحي لبعضنا أنه يمكن الدخول في هذا المربع بالسيارة حتى ولو أدى إلى إعاقة السير، تحت ذريعة أن هذه المنطقة ليست محددة باللون الأصفر الذي يمنع الوقوف فيه وهنا لا تستطيع إلزام المخالف قانونيا لأنك لم تحدد تلك المنطقة بعلامة المنع المتعارف عليها دوليا وهو اللون الأصفر، وعلى ذلك فإني أرجو من إدارة المرور تخطيط كل نقاط التقاطع بعدم الوقوف فيها تحت أي ذريعة كانت.إن الكثير من الناس يخاف العقاب ولهذا أقول إنه من السهل وضع قوانين ولوائح ونظم للمرور وغيره ولكن يجب متابعة التنفيذ وتطبيق القانون. في تقديري قد أفلحت إدارة المرور في إجبار الناس كافة بربط الحزام وأصبح ربطة عادة عند الناس إلا ما ندر. إني أوصي بتشديد العقوبة والرقابة على أولئك الذين يقفون بسياراتهم في مربعات التقاطعات المرورية خاصة في الشوارع البعيدة عن الرقابة. آخر القول: المحافظة على حياة الناس من حوادث السير ضرورة وطنية وإنسانية حتى ولو أغلظت العقوبة على كل مخالف. وندعو المواطنين كافة بالتعاون مع رجال المرور.