16 سبتمبر 2025
تسجيلقبل ١٢ سنة كان هنالك «طفل» يتابع التلفاز بشغف وترقب مثله مثل غيره من القطريين الذين كانوا ينتظرون إعلان الفائز بجائزة أفضل لاعب في آسيا وتم الإعلان وفاز خلفان إبراهيم بالجائزة كأول قطري يفوز بها. وبعد فوز خلفان بالجائزة بفترة بسيطة التحق هذا الطفل «عبدالكريم حسن» بأكاديمية التفوق الرياضي «أسباير» ليتم صقل موهبته في هذا الصرح الرياضي العظيم. دارت الأيام وبزغ نجم عبدالكريم مبكرا وتم تصعيده إلى الفريق الاول في نادي السد في عام ٢٠١٠ وهو بسن الـ ١٧ عاماً ليجاور أفضل لاعب في آسيا عام ٢٠٠٦. كانت سنة ٢٠١١ سعيدة وإيجابية للشاب القطري، حيث تتوج مع السد باللقب الآسيوي وذهب الى مونديال الاندية وتم استدعاؤه الى منتخب الشباب والمنتخب الأولمبي. قصة عبدالكريم مع الانجازات لم تقف عند هذا الحد فبعد ان ابهر الجميع في موسم ٢٠١٢-٢٠١٣ تم اختياره كأفضل لاعب صاعد تحت ٢١ سنة في الدوري القطري. واتى الدور على المنتخب القطري ليحقق عبدالكريم هذه المرة الانجاز مع العنابي ويحقق كأس الخليج من قلب العاصمة السعودية الرياض وهي المرة الاولى التي يحقق فيها المنتخب القطري كأس الخليج خارج الدوحة بعد ١٩٩٢ و٢٠٠٤. استمر عبدالكريم في التطور ولم يتكف بما حققه في بداية مسيرته، فحقق جائزة افضل لاعب شاب تحت ٢٣ في موسم ٢٠١٥-٢٠١٦ لتقرر ادارة السد بعدها الاستثمار في هذه الموهبة واعارته الى نادي اوبين البلجيكي لمدة موسم في موسم ٢٠١٧. وبعد ان عاد من بلجيكا أثبت للجميع بأن الاستثمار في المواهب القطرية يأتي بنتائج ايجابية وحقق جائزة افضل لاعب في آسيا لهذا العام. هل يجب ان يكتفي عبدالكريم بهذا الانجاز ؟ طبعا لا، أقولها وانا مؤمن بإمكانيات هذا اللاعب ومتأكد بأن امامه مستقبلا مبهرا بإمكانه ان يحقق فيه ضعف ما حققه في السنوات الماضية وأن هذه الجائزة ستدفع مسيرته الى الامام وتكون حافزا ليحقق المزيد. واذا كان خلفان ابراهيم هو من ألهم جيل عبدالكريم حسن من اللاعبين فيجب على الجيل الصاعد من منتخب تحت ١٩ ان يسيروا على خطى عبدالكريم. نؤمن بالقدر ونعلم ان هناك أشياء كُتبت من قبل، ولكن ندرك ايضا ان هناك ما يسمى بـ «العمل التراكمي» الذي يحدد حقيقة أقدارنا، الخطوة الأولى هي بشكل ما تحدد ما نوع الطريق الذي تريد ان تسلكه. عبدالكريم أمن بموهبته وسلك طريق كرة القدم وحدد طريقه ووصل لنجاحه، لنؤمن أن بيننا ألف طفل لنعمل ونمهد لهم الطريق ونحن نملك كل الإمكانيات لذلك، كن خالداً بنجاحاتك.