11 سبتمبر 2025
تسجيلقال ترامب في حديث متلفز «إذا لم يكن لدينا السعودية ما كان لدينا قاعدة كبيرة» وأضاف ترامب بقوله «إسرائيل ستكون في ورطة كبيرة بدون السعودية». وهذا الكلام خطير جداً ويجعلنا مجبرين لمعرفة من هم آل سعود؟ وما هي علاقتهم بإسرائيل؟ لقد ذكر سعود السبعاني أن أصل فرع آل سعود الذي يحكم السعودية يعود إلى مردخاي بن إبراهام بن موشي، ويؤيد هذه النتيجة قول جون فليبي، مستشار عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ابن سعود)، الذي ذكر أنه ذهب إلى اليمن لإحضار مخطوطة بنسب آل سعود من حاخام اليهود في اليمن، وعندما اطلع ابن سعود على المخطوطة طلب من فليبي أن يمزقها ويخفي معالمها حتى لا تفضحه. ونجد أن سلمان بن عبدالعزيز، في مقابلة تلفزيونية، نفى نسب آل سعود إلى قبيلة عنزة، وادعى أنهم من وادي حنيفة (فرق بين وادي حنيفة قوم مسيلمة الكذاب وبين بني حنيفة من بني تميم). وفي رسالة بعثها مشاري بن عبدالرحمن آل سعود، من أمراء الدولة السعودية الثانية، إلى عبدالله بن علي الرشيد، أمير جبل شمر، يقول فيها «بأنه لا دخل له في مسائل آل سعود، لأنهم من عنزة، أما هو (أي مشاري) فمن قحطان». ورسالة مشاري تقودنا إلى الاعتقاد بأن عائلة آل سعود ربما تكون حلفاً بين عدة قبائل وعوائل في عائلة واحدة. ونجد أن فهد بن هذال، أمير العمارات وشيخ مشايخ عنزة، عندما تلاسن مع ابن سعود في ترسيم الحدود بين العراق ومملكة نجد فيما يعرف بمعاهدة العقير (ابن هذال كان ضمن الوفد العراقي)، كان يكني ابن سعود بـ»حمر الطرابيش»، وفي هذا دلالة على عدم اعترافه بعنزية آل سعود. والطرابيش الحمراء تعني أن أصول آل سعود تعود لتركيا وليس للعرب. ومع أن فليبي أخذ من حاخام اليهود في اليمن وثيقة تبين أصل آل سعود، ولكن ذلك لا يعني أن أصولهم تعود ليهود اليمن. فلقد ذكرت عدة مصادر أن أصلهم يعود إلى البصرة، لأن لبس «الطرابيش»، كما ذكر ابن هذال، كان مقتصراً على الأتراك، ومن يتبعهم، إبان الدولة العثمانية. وأغلبية الرواة قد نسبوا أصول مرخان أو مردخاي إلى يهود البصرة الذين كانوا قد نزحوا أصلاً من الآستانة واستوطنوا مدينة البصرة في جنوب العراق، وهؤلاء اليهود الأتراك ترجع أُصولهم إلى طائفة يهودية تسمى يهود «الدونمة»، وهم أحفاد اليهود الذين هربوا من إسبانيا على أثر محاكم التفتيش ثم استوطنوا في تركيا، وأنشأوا لهم عقيدة سرية خاصة بهم وهي إخفاء يهوديتهم والاندماج مع المجتمعات المحلية، حيث كان بعضهم يصلي مع المسلمين، ويدفنون موتاهم في المدافن الإسلامية، خوفاً من القمع والمطاردة. وكانت ميزة هؤلاء أنهم يلبسون الطرابيش الحمراء، ويطلقون لحاهم، ويحلقون رؤوسهم على الآخر. انتقل هؤلاء اليهود مع قافلة من قوافل بدو عنزة إلى القطيف، وفي مكان قريب منها (اسمه الآن «أم الساهك») أسسوا قرية أطلقوا عليها اسم الدرعية (تعرف بدرعية القطيف وهي ليست درعية الرياض). وبعد فترة غير كبيرهم اسمه إلى مرخان بن إبراهيم بن موسى، ونصب نفسه أميراً على المنطقة. استشعرت قبيلة العجمان الخطر من هؤلاء اليهود فقامت، يعاونها قبيلتا بني هاجر وبني خالد، بدك هذه القرية من أساسها. وحاول العجمان قتل مردخاي إلا أنه هرب مع أتباعه إلى نجد، وطلب الجيرة من ابن درع أمير «حجر اليمامة» فأسكنه في «المليبيد وغصيبة». وفي أقل من شهر قام مردخاي بقتل ابن درع وعائلته ونصب نفسه أميراً على المنطقة وسماها الدرعية وغير اسم العائلة ليصبح آل مقرن. هرب محمد بن عبدالوهاب من العيينة ولجأ إلى الدرعية، فوجد محمد بن سعود (أحد أحفاد مردخاي) أن هذه فرصة لتوسيع سلطة إمارة الدرعية ليستولي على كامل نجد باسم الدين، ولكنه اصطدم مع آل الرشيد أمراء جبل شمر. وفي عهد سعود الكبير بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود آل مقرن قام بتغيير مسمى العائلة من آل مقرن إلى آل سعود. ومع وصول عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ابن سعود)، مؤسس الدولة السعودية الثالثة، تغير الصراع في المنطقة، وبدأت موالاة اليهود والنصارى ومحاربة المسلمين في العلن، فتم تحالف ابن سعود مع الإنجليز ضد العثمانيين الداعمين لآل الرشيد. وبعد نشوب الحرب العالمية الأولى قام ابن سعود، في 1915، بكتابة تعهد بخط يده للضابط البريطاني بيرسي كوكس بأنه «لا يمانع من إعطاء فلسطين لليهود المساكين». وهذه هي أول وثيقة علنية تبين علاقة السعودية بقيام إسرائيل. وعندما رفض الشريف حسين، ملك الحجاز، إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، قام ابن سعود، بمباركة ودعم من الإنجليز، بالقضاء على مملكة الحجاز، والاستيلاء عليها. وبمجرد إعلان بريطانيا الخروج من فلسطين نشبت حرب 1948 وكان دور ابن سعود واضحاً في هذه الحرب وهو الحيلولة دون طرد اليهود من فلسطين، والعمل على إنشاء دولة لليهود. ولهذا فقد قال وايزمن، مؤسس دولة اليهود، «لقد تعاونت بريطانيا وابن سعود وأمريكا على دعمنا بأشياء أعلنت، وأشياء «أهمها» لم يعلن». وعندما طلبت الوفود العربية بالأمم المتحدة من السعودية قطع النفط عن أمريكا إذا اعترفت بدولة إسرائيل قال لهم ابن سعود «أن الأمريكيين أهل ذمة» وأن حمايتهم وحماية مصالحهم واجب ومنصوص عليه في القرآن الكريم». وعندما وصل جمال عبدالناصر، في 1956، لسدة الحكم في مصر أخذ يطالب بالقومية العربية وطرد اليهود من فلسطين. سعود بن عبدالعزيز، مع أنه حاول الغدر بجمال وقتله، إلا أن خطواته كانت بطيئة في ضمان أمن إسرائيل، فتم الانقلاب عليه من فيصل بن عبدالعزيز في 1964. وفي عام 1966 كتب فيصل إلى الرئيس الأمريكي خطابا يقول فيه «إن على إسرائيل احتلال سيناء لتخرج مصر من اليمن، ولابد من الاستيلاء على بقية فلسطين حتى ينتهي حلم الفلسطينيين بالعودة إلى بلادهم، وأنه يجب اقتطاع جزء من سوريا حتى تنشغل بنفسها بعيداً عنا، ولابد من إنشاء دولة كردية في شمال العراق لإشغال أي حكم عربي ينادي بالوحدة العربية». وعندما قامت حرب 1973 أعلن فيصل، مغصوباً، قطع إمدادات النفط عن أمريكا، ولكنه استمر بتزويد الأسطول الأمريكي، الداعم لإسرائيل، بالوقود. وبوصول سلمان بن عبدالعزيز إلى حكم السعودية اتخذت العلاقات السعودية الإسرائيلية صفة العلن، فبدأت بدعم حملة بنيامين نتنياهو الانتخابية، في مارس 2015، ومن ثم دعم توجهات نتنياهو لتحويل القدس كعاصمة أبدية لإسرائيل، واختيار منطقة عبادة العجل في التاريخ الإسرائيلي كموقع لمشروع «نيوم» الذي سيربط مصر والسعودية وإسرائيل في نقطة تجمع واحدة، تلتها اتفاقية صفقة القرن التي سترحل الفلسطينيين قسراً من غزة إلى منطقة التيه في صحراء سيناء التي عانى منها اليهود في تاريخهم القديم. ومن المشاريع التي ستعمل على تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية هو إنشاء وتمويل خطة «سكة قطار السلام الإقليمي» وهي ربط إسرائيل بالأردن ومنها إلى السعودية عبر شبكة سكك حديد تسمح للدول العربية بمنفذ إلى البحر المتوسط. ولهذا عندما اتهم بن سلمان بقتل جمال خاشقجي سافر نتنياهو إلى أمريكا للتوسط بغض الطرف عن بن سلمان مشدداً على أهمية بقاء السعودية مستقرة. وقال الرئيس الأمريكي أن «إسرائيل ستكون في ورطة كبيرة بدون السعودية». وقالت إحدى الكاتبات أن بن سلمان «هو الزعيم الذي كانت تنتظره إسرائيل منذ 50 عاماً، وأن عزله من ولاية العهد سيكون مدمراً لإسرائيل». وفي الختام نقول إن قيام السعودية على يد يهود الدونمة حقق حلم اليهود في إنشاء وطن قومي لليهود يمتد من النيل إلى الفرات وأن السعودية كشفت عن وجهها الحقيقي القبيح الذي يقوم على تحقيق مصالح دولة الاحتلال على حساب مصالح الوطن العربي والإسلامي والتخلي عن ثوابتنا الدينية وليس بمستغرب قيام السعودية في القريب العاجل الاعتراف الرسمي بإسرائيل. وهنا يأتي سؤال يرن في الأذهان: إذا كان آل سعود هم من اليهود، فماذا تكون الحركة الوهابية؟ والله من وراء القصد،، [email protected]