09 سبتمبر 2025
تسجيلكتبت في صباح الأحد الفائت عن تسامحي مع المُدخنين ممن حولي، ما كلفني الإصابة بسرطان الحنجرة بسبب التدخين السلبي، وقد شفيت من المرض فيما بعد ولله الحمد. وأروي لكم قصة قديمة حصلت لي في ايام الطفولة بمنطقة رميلة لفت نظري لها وذكرني بها عمي العزيز سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري عندما رآني وهو في شرفة المنزل أعبث بأحد أعقاب السجائر المشتعلة وجدته مرمياً في الشارع فقال لي محذراً ومتوعداً ان كررت ذلك بلغت والدك فقلت له أعدك بعدم التكرار ووعدني الا يعاقبني والا يبلغ والدي وكان الالتزام التام من الطرفين! ولعلها الحادثة التي أبعدتني تماماً عن تدخين السجائر !! أسلط الضوء هذا اليوم على الجمعية القطرية للسرطان التي تلعب دوراً هاماً في توعية المجتمع بضرورة الكشف المبكر عن السرطان، فهذا الورم الذي يُرعب الكثيرين انتشر بشكل كبير، وكان يفترض وجود أكثر من جمعية في قطر، وأنا أدعو الجميع من هذا المنبر لتقديم الدعم والتطوّع بأشكاله لهذه الجمعية. يعاني المجتمع من الخجل الاجتماعي وهو بحاجة لرفع مستوى الوعي العلمي بالموضوع، لذلك فإن علينا جميعاً أن نساعد الجمعية التي تعمل في هذا المجال، كما أدعو وسائل الإعلام لمزيد من التوعية بأهمية التطوّع حيث إن العمل التطوّعي المنظم بحاجة للمزيد من الجهود التوعوية، وأناشد كذلك رجال الأعمال والمؤسسات المهتمّة بالمسؤولية المجتمعيّة بدعم التطوّع في هذا المجال، كما أتمنّى أن يهتمّ القائمون على المناهج التربويّة بتوعية النشء حول أهمية الكشف المبكر عن السرطان ومختلف الأمراض، كل ذلك يُسهم في خلق الوعي المطلوب لمكافحة هذا المرض وغيره من الأمراض. ختاماً أنصح الجميع بالفحص السنوي، حتى الأصحاء، وأقول للمرضى إن السرطان مرض كغيره قابل للعلاج لا سيما إن تمّ الاكتشاف مبكراً، لا بد أن تكون ثقتهم بالله كبيرة، وأن يتأكدوا أن هناك دوماً من هو أسوأ منهم، كما أن الأرقام تشير إلى أن أمراض السرطان ليست هي السبب الأول للوفيات في العالم، وعلى كل من أصيب بهذا المرض أن يُعالجه كما يُعالج أي مشكلة أخرى في حياته بالتوكل على الله واتخاذ ما أتيح لهم من أسباب. ◄ آخر الكلام: لا بد من خلق ثقافة مجتمعية واعية بالأخطار المُحدقة وخصوصاً لدى النشء.