23 سبتمبر 2025
تسجيلالمجمعات التجارية القائمة في الدولة وبصورة متزايدة، تعد ظاهرة اقتصادية جيدة تعكس مرحلة من مراحل التنمية الاقتصادية والتجارية التي تحرص الدولة على تفعيلها وبصورة متقدمة، وقد اتخذت أغلبها في السنوات الأخيرة مع اهتمام الدولة بالسياحة وترويجها منحى تجارياً آخر بهدف جذب أكبر عدد من الرواد إليها مع انخفاض المبيعات،فزاد العرض وقلّ الطلب لأغلب المحلات التجارية التي تشهد ركوداً تاماً في المبيعات، أحد أسبابها الغلاء وارتفاع الأسعار للمنتجات والسلع المعروضة، نتيجة الارتفاع غير القانوني للإيجارات الذي الى الآن لم يجد حلولا عند صنّاع القرار، وما زالت الإيجارات تخضع لجشع أصحاب العقارات، لذلك طبيعي أن تتجه إدارة المجمعات والمراكز التجارية الى مصدر آخر كوسيلة للجذب، ضاربة بالقيم والمبادئ المجتمعية والدينية عرض الحائط، المهم الاستقطاب والتنافس، لذلك فالاتفاق مع شركات سياحية عربية أو أجنبية متخصصة في إقامة الحفلات والاستعراضات الفنية بأنواعها ديْدنها، لتقديم فقرات استعراضية ترفيهية في ساحاتها، لتكون عاملاً مساعداً في جذب الرّواد، ولا يغيب عنا أن أغلب المتردّدين عليها من العمالة الوافدة والسياح الأجانب، مما أدى الى اشتعال الوسائط المجتمعية بالاستنكار والاستهجان تدفعهم الغيرة والحميّة الدينية والوطنية ليس على الاستعراضات الهادفة للتعريف بثقافة الشعوب وموروثاتها التاريخية والفنية بحركاتها وأزيائها التقليدية المحتشمة وأهدافنا المعرفية، ولكن على الاستعراضات الراقصة الماجنة التي تخدش الحياة بحركاتها المشمئزة وأزيائها الفاتنة الكاشفة لجسدها ومفاتنها تتلقفها العيون الناظرة إليها من الرواد دون التفكر بحرمة ذلك، وبقيم المجتمع وأخلاقياته، وأعتقد أن أغلب المسؤولين والجهات المختصة التي تصدر الرخص في الدولة على علم بما يدور في الوسائل التواصلية باختلافها من استنكار واستهجان للحفلات الغنائية الصاخبة والاستعراضية القائمة في تلك المجمعات التجارية الكبرى، كيف يحدث هذا في مجتمعنا المحافظ على قيمه وتقاليده، والتي مع الأسف ازدادت بصورة لافتة للنظر في السنوات الأخيرة مع الطفرة المادية وانتشار المجمعات والمراكز التجارية، ومع اتساع الدائرة السياحية في الدولة، التي جعلت الكثير من الشركات الأجنبية والعربية السياحية المختصة بالحفلات والاستعراضات تتوافد لتقدم عروضها بأي صورة تحت مسمى نشر ثقافة الشعوب وموروثاتها لتعرضها في تلك المجمعات التجارية التي تزخر بالكثير من الوافدين الأجانب والعمالة الآسيوية باختلاف الجنسيات والثقافات والأخلاقيات والديانات التي تجد سلوتها ولذتها وإثارة غرائزها في الحضور ومشاهدة تلك المنكرات والمفاتن الفاضحة بلبسها وحركاتها ولكن الى متى؟! ونحن في زمن كثرت فيه الفتن والأموات وتواكبت المحن والمصائب دون الاستشعار بأنها تنبيه من الله لتوعيتنا بأن ما ينزل علينا من ابتلاءات من جراء المعاصي والمنكرات التي انتشرت في مجتمعنا كانتشار النار في الهشيم قال تعالى «وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ»، فأبواب المفاتن في المجتمع شرعت بواباتها ليدخل من خلالها الغث والسمين من العادات الغريبة الغربية دون أن تجد من يصفدها، ويستشعر مسؤولية منعها، تتنافى مع ديننا وأخلاقنا وقيمنا، ألا يكفينا ما يحدث من هرج ومرج وصخب غنائي وموسيقي في احتفالات الفنادق باستقبال السنة الميلادية كل عام وما يدار فيها من اختلاط بين الجنسين ومنكرات محرّمة وليس هناك من يوقفها، ألا يكفينا احتفالات المدارس الأجنبية بميلاد المسيح وعيد الهالوين وما يدّس معهما من معتقدات وأفكار في عقول الطلبة وأغلبهم من أبناء المجتمع، وغيرها من الاحتفالات الغريبة الدخيلة المشوّهة التي غزت مجتمعنا بهدف الترفيه والاحتفال بالمناسبات، وتناقض التوجهات الدينية والقيم الأخلاقية التي تحكمنا كمجتمع مسلم، وآتت أكلها على بعض شخصيات وسلوكيات الشباب كقدوة وتقليد، لتصبح من الظواهر السلبية المخالفة لعقيدتنا وشريعتنا. [email protected]