29 أكتوبر 2025

تسجيل

رفقاً بالقوارير

02 ديسمبر 2015

أقام مركزالحماية والتأهيل الاجتماعي الأسبوع الماضي 25 نوفمبر فعالية جماهيرية بفندق سانت ريجنس وبحضور الشيخ /أحمد البوعينين والدكتور طارق حبيب وتناول كل منهما العنف من زوايا مختلفة وتسليط الضوء على العنف من زوايا مختلفة، وماورد بالقرآن والسنة من الناحية الدينية، ووصايا الرسول صلى الله عليه وسلم فى كيفية التعامل مع المرأة، والحرص على الرفق بها وكيفية التعامل معها، وحرص الإسلام على الحفاظ على نفسية وكرامة المرأة من كل الجوانب، ويليها المراحل البيولوجية التى تمر بها من الطفولة إلى المراهقة ويليها البلوغ إلى أن تصل إلى زوجة ومسؤولة عن حياة زوجية والتقلبات المزاجية والصحية التى تتعرض لها وتسليط الأضواء على بعض الهموم النفسية التى تتعرض لها فى مسيرة الحياة الزوجية بشكل عام، وكيفية تفادي الكثير من الكلمات والعبارات التى ربما تؤدى للعنف بشكل عام. لكن هناك عنفاً آخر تتعرض له المرأة بعدة أشكال أخرى ربما واضح بصورة مرئية وغير مرئية فى ظل التحولات الاقتصادية والثقافية وأدى لخروج المرأة للعمل واستقلالها اقتصادياً ومهنياً، حيث تولت العديد من المناصب القيادية بالدولة وغيرت العديد من المفاهيم الثقافية وتكاد اتسعت افاقها الفكرية بعد ماكان الرجل هو العائل الثانى لها بعد والدها، وربما هذه الفروق الفكرية والثقافية كثير من الرجال غير مدركين لها بعد الزواج ومازال البعض منهم يتعامل بنفس الثقافة الضيقة فى كيفية التعامل معها وربما تكون هنا بداية الفجوة بينهما وظهورألوان من العنف اللفظي فى الثقافة بينهما، وكل منهما له بعد ثقافى مختلف. وتبدأ حدة العنف من خلال السلوك المشترك يعتبره الرجل حقاً وتعتبره المرأة حكراً على وعيها الثقافى والفكري وغياب اللغة المشتركة بينهما ، ويتبعها العنف فى مفاهيم الحب المبني على المودة والرحمة بين الزوجين. والمرأة بحكم طبيعتها تحكمها العاطفة وبحاجة إلى العاطفة والاهتمام كما اعتادت عليه فى بيت والدها واعتقدت انها ستجده فى عش الزوجة ويحدث الصدام وربما لعدم تهيأتها بشكل مناسب قبل الزواج وعدم إدراك الكثير من الازواج بأهمية الكلمات والعبارات على نفسية المرأة وبحكم ثقافة المجتمع السائدة ، التى لايعطي الرجل أهمية لهذا الجانب حتى لايعتبره أنه يضعف من شخصيته أمام زوجته وربما يرددها مع الاخرين خارج المنزل كانوع من "البرستيج" و"الاتيكيت" ، خاصة إذا كان شخصية مرموقة ذا مكانة رفيعة ويتحدث بها بكل لباقة وتتفاجأ أنه صارم الطبع مع أهل بيته ويكاد هذا يتنافى مع القرآن ووصايا الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها(خيركم خيركم لأهله) وأيضأ هناك عنف آخر لو كان الزوج قادماً من بيئة أسرية اعتاد والده منذ الصغر على ضرب والدته وترعرع فى مثل هذه الأجواء، فهل سيكون زوجاً ناجحاً فى حياته الزوجية، أم أنه ستكون لديه نفس الثقافة النفسية لوالده ومامصير اسرته من الزوجة والأبناء ، ويليها العديد من النساء اللائي يطلبن الانفصال أو الطلاق بعد مسيرة سنوات من الزواج والسبب يكون بسبب عدم اشباعها عاطفياً بإحدى الكلمات العاطفية أو تحمل الشكر والتقدير بسبب غياب ثقافة ومفاهيم الحب للزوجين وما الاثار النفسية والاجتماعية للعديد من النساء اللائي يتابعن العديد من المسلسلات العاطفية التركية وغيرها بمئات الحلقات ويتعايشن معها وربما يتعايشن فى خيال مختلف عن الواقع بصورة مخالفة عنه فى حياتهن الزوجية الواقعية ، وكيف ستكون لغة الحوار المشترك مابين فكر يعيش على الخيال وزوج غير ملهم ولايبالي بالعاطفة فى معاملته مع الزوجة ومايتبعها لاحقا ، وربما قلة وعي الأسرة الثقافية للفتيات قبل الزواج تلعب دورا كبيرا فى سبب الاثار التى يتعرض لها الفتيات بعد الزواج بسبب الحياة المرهفة وعدم تهيأتهن وتدريبهن على الحياة الزوجية وانها مخالفة بشكل عام عن الأحلام والخيال وتحمل أشكال مختلفة من السمات الشخصية للزوج ربما تكون تماثل الوالدين وربما زيادة أو نقصان وتتفاجأ الفتيات بالعنف مع ثقاقة وسمات الزوج القادم من بيئة أسرية ومجتمعية مخالفة ومما ينتج عنه إما طلاق عاطفي تحت سقف الزواج أو طلاق نهائي، ولذا فهناك العديد من أشكال العنف الذى تتعرض له المرأة بأشكال مختلفة بما يتناسب مع الأحداث الحالية للتحولات الثقافية والتى تأخذ التغيير الشكلى فقط دون التغيير الجذرى والداخلى لثقافة الزوجين والتى تتطلب تسليط الأضواء الإعلامية والنفسية والاجتماعية لتنبية كلا الطرفين من الشريكين لتجنب الحالات القادمة من أشكال العنف وليس فقط العنف الجسدى كما يتصوره الكثير. ونحن قادرون من خلال الخدمات الرائدة للجهات المختصة القيام بهذا الجانب والذي يتطلب المزيد من الفعاليات النفسية والاجتماعية كما أقيمت هذه الفعالية ولها اثار ايجابية على الوعي الفكري والثقافي للأسرة والمجتمع بشكل عام ، والمنبثقة من التعاليم الإسلامية والنبوية المبنية على المودة والرحمة ووصايا الرسول الكريم (رفقاً بالقوارير).