09 أكتوبر 2025
تسجيلتناولت مواقع التواصل الاجتماعي أمس نبأ تعرض الطقل القطري لكارثة إثر انقضاض النمر الغادر عليه في خيمة السيرك الملكي المقابلة لمجمع "حياة بلازا" والذي كاد بغدره أن يفتك به في غفلة من مدربته الروسية بعد أن فلت من قيده منقضا على الطفل ذي الخمس سنوات أمام ذعر والدته المرافقة له، ووسط هلع وجزع الجمهور الذين كان أغلبهم من الأطفال برفقة ذويهم، وكانت تدخل الرعاية الالهية رادعا لمآربه الدنيئة في التهام الطفل البريء، وتجمد مكانه بعد أن أطلق القائمون على السيرك رصاصة التخدير، وهرع عدد من المراقبين للحدث من الجمهور بالتدخل وانقاذ الطقل من فكي النمر الذي قيل أنه مروض ومدرب جيدا. يبدو أن الطبع غلب التطبع، هذا ما حدث على الأقل أثناء عرض ترفيهي لسيرك "حياة بلازا" حيث ثارت ثائرة النمر المُفتَرض أنه مُروَّض وتحت السيطرة، فأفلت من عقاله وكاد أن يفترس الطفل.. هذا الحدث سابقة لم نسمعها طوال متابعاتنا لعروض السيرك في مختلف انحاء العالم، الا ان كثيرا ما تتبدد هذه الثقة ويتمزق الأمان وتتمرد تلك الحيوانات المفترسة على مدربيها متجاهلة كل القوانين المتعارف عليها في حالة خيانة واضحة يغلب عليها عامل الطبع المتأصل فيها. طبعا ما حدث في السيرك الملكي أمس الاول لن يفلت من العقاب، فهناك تقصير واضح وفاضح تتبعته الأجهزة الامنية بتوجيهات سامية والتحقيق جار فيها بدقة متناهية. ولان الطفل المغدور به من هذا النمر المارق يعنيني شخصيا بحكم قرابته اللصيقة بي، فانني أحمد الله تعالى على لطفه ورحمته قبل كل شيء بان أنقذت عنايته العظيمة الطفل وتوقف فك النمر عن الحركة وهو يمسك برقبة الحبيب إلى أن تدخل النشامة وذوو الخير لانقاذ الطفل والاسراع به الى قسم طوارئ مستشفى حمد، وهذه قصة مأساوية اخرى، تؤكد ما يتردد عن سوء المعاملة والاستهتار وعدم المبالاة بالحالات المستعصية في طوارئ حمد، التي ينبغي التعامل معها بكل انسانية بعيدا عن تأدية الواجب. كل ما تردد أمس عن الواقعة هو في معظمه صحيح، إلا انه من غير المعروف اننا انتظرنا منذ وصول الطفل المصاب للطوارئ الساعة السابعة مساء امس وحتى الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل والطفل ينزف وصراخ اقربائه يتعالى بطلب استدعاء طبيب مختص، ولكن لا حياة لمن تنادي الى أن وصل فريق أمني بايعاز من النيابة العامة وبدأوا تحقيقاتهم التي من بينها إعطاء الاوامر بالاهتمام الخاص بالطفل بعدها تحرك الجميع وحضر الاطباء الذي كانوا في غرفهم الخاصة يتسامرون والمرضى بشتى حالاتهم يئنون وينتظرون الفرج منهم بعد الله عز وجل. حالة الطفل الآن ولله الحمد مستقرة وهو في العناية المركزة تحت المراقبة وعليه الاجهزة المساعدة، وآثار الجروح في رقبته وفي صدره من هجمة النمر واضحة.. وعلمنا أن إدارة السيرك ومدربة النمر وربما أطراف اخرى قيد التحقيق والمسائلة الذي نتمنى ان تكون صارمة، لاننا في دولة القانون لا نسمح بالاستهتار بأرواح العباد، وترك مثل هذه التجاوزات تمر دون عقاب رادع وسلامتكم.