15 سبتمبر 2025

تسجيل

مبادرة الشيخة موزا "علم طفلاً" والهدف السامي

02 ديسمبر 2012

ما أشبه اليوم بالأمس مع الاختلاف في المكان والزمان، فعندما قرأت عن المبادرة الكريمة لسمو الشيخة موزا بنت ناصر حول تعليم الأطفال المحرومين تحت شعار (علم طفلا) العالمية التي تهدف إلى خفض عدد الأطفال المحرومين من التعليم الأساسي في مختلف أنحاء العالم وذلك خلال مؤتمر القمة العالمي للابتكار، في هذا الوقت تبادرت إلى ذهني المبادرات الأولى للتعليم في قطر التي بدأها ولاة أمرها وبعض رجالها الكرماء حينئذ، ومبادرة السيدة آمنة محمود الجيدة التي قامت بها من أجل تعليم البنات في قطر والتي بدأتها من بيتها، حيث علمتهن قراءة القرآن وحفظه وتلاوته مع المبادئ الأساسية في القراءة والحساب، حيث تصطف البنات في جلسة على الأرض وأمامهن القرآن يقرأن فيه، وهي تحاول تلقينهن ومن ثم تشجيع الأهل على إرسال بناتهن إلى كتابها وهي تشعر بالسعادة لذلك، ولم يقتصر دورها على ذلك بل سعت جهدها لأن تواصل البنات تعليمهن في المدارس النظامية، وبادرت إلى الاتصال بولاة الأمر وكبار رجال الدولة للسماح بفتح مدرسة للبنات لمواصلة التعليم الأساسي أسوة بأخوتها الأولاد ومن ثم التواصل مع الأسر وحثها على أن تتعلم البنات في المدارس، الأمر الذي كان من الصعب تقبله، ولكن بفضل الله عز وجل ودعم ولاة الأمر ورجال قطر وجهود هذه السيدة استطاعت الفتاة القطرية الولوج إلى عالم المدرسة وتعلم الكثير من العلوم والمعارف، ومن ثم نهضة قطر ببناتها.وجاءت سمو الشيخة موزا بنت ناصر لتواصل المسيرة ليس فقط لتعليم الفتيات وتشجيعهن على التعليم بل شمل ذلك كل أبناء قطر، حيث استطاعت أن تبني منظومة تعليمية جديدة استطاعت من خلالها بداية تعليم جديدة قائمة على العلم والابتكار وهيأت السبل والوسائل لتعليم راق وفتح مجالات للإبداع والتفكير العلمي السليم، وفتح فروع لجامعات عالمية عريقة في قطر وواصلت جهودها التي أذهلت العالم بتوصيل التعليم للأطفال في العراق وفلسطين وتهيئة الظروف المناسبة لمواصلة تعليمهم وخاصة التعليم الأساسي، وها هي تقوم بمبادرة (علم طفلا) لتمتد جهودها إلى العالم لتحقيق هدف توفير تعليم في المرحلة الابتدائية عالي الجودة لكل أطفال العالم الذين يعانون الحرمان من ذلك بسبب الحروب والكوارث الطبيعية، وقد شددت سموها (على أن كل طفل من هؤلاء يستحق فرصة لتحقيق أشياء عظيمة مما يزيد من إنجازه من خلال هذه المبادرة).إن سمو الشيخة موزا وهي تقدم هذه المبادرة بمشاركة مع عدد من المنظمات ذات الخبرة في العالم لتوفير هذا التعليم العالي الجودة لهؤلاء الأطفال المتضررين، فهي تعلم علم اليقين أن هؤلاء الأطفال الذين ستشملهم المبادرة سيكونون إذا أحسن استثمارهم عقليا القادة المقبلين للعالم الذين سينقلون تجاربهم إلى غيرهم وسوف يحدثون التغيير في العالم، وهذا ما أكدته سموها بقولها (إن مهمتنا تكمن في تحويل الأنظار إلى الأطفال المحرومين الذين قد يصبحون في الغد راشدين واثقين من أنفسهم وموهوبين إذا أعطيناهم الفرصة فقط).بارك الله تعالى في هذه الجهود التي تسعى في المقام الأول إلى نشر الخير والعلم في العالم، وإدخال البهجة في قلوب هؤلاء الأطفال الذين لم يهنأوا بلعبة أو يستمتعوا بقطعة حلوى، وتفتحت عيونهم على مشاهدة الطائرات الحربية والقنابل والشظايا أو الأعاصير التي تدمر بيوتهم وتيتمهم.