21 سبتمبر 2025
تسجيلذكرت صحيفة(يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية(الإثنين 28 نوفمبر الماضي): أن ما وصفته بـــ(الكابوس الأكبر) هو الشعور السائد لدى المسؤولين الإسرائيليين وفي أروقة الأجهزة الاستخباراتية،وأن في إسرائيل مثلما أيضاً في دول أخرى،يعيشون حالة تأهب. استقبالاً لتسريب المعلومات الأكبر في التاريخ عن موقع ويكيليكس.وأضافت الصحيفة أن تحذيرات كبيرة نقلتها الولايات المتحدة إلى جهات إسرائيلية تتعلق بوجهات نظر وزارة الخارجية الأمريكية عن مسؤولين إسرائيليين كبار. بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، ووزير الحرب إيهود باراك، وزعيمة المعارضة تسيبي ليفني ووزير الدفاع يتسحاق هيرتسوغ. القلق الإسرائيلي يرافقه تخوف أمريكي من استمرار الموقع في نشر الوثائق المحرجة للولايات المتحدة وحليفاتها وبالأخص إسرائيل... ذلك ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز في عددها(28 نوفمبر).القلق الأمريكي اتضح في الحديث الصحافي الذي قدمته وزيرة الخارجي هيلاري كلينتون وأوضحت فيه نية الحكومة الأمريكية مقاضاة الموقع. والدروس المستفادة من النشر بمنع تكراره مرة أخرى. إن مجرد القلق. لا يدع مجالاً للشك في صحة هذه الوثائق. التي حاولت التشكيك في صدقيتها: الولايات المتحدة وإسرائيل وأعوانهما،وكذلك ما يسببه نشرها من إحراج كبير لهذه الدول،التي تحاول جاهدة الإيحاء بأنها تقوم بحروبها(اعتداءاتها) على البلدان(التي تشكل خطراً على الأمن الدولي والسلام العالمي). تحاول جاهدة الإيحاء بتمسكها(محافظتها) بحقوق الإنسان. ليتبين كذب هذه التبريرات والتي هي بمثابة افتراءات. ذلك ما كشفته الصور الملتقطة في سجن أبو غريب،والذي أكدته وثائق موقع ويكيليكس. الذي تعرض مديره لاتهام بالاغتصاب الجنسي.والمرشح لاتخاذ خطوات أخرى ضده بما في ذلك إمكانية تصفيته جسديا. وما زال الموقع يتعرض لأعنف حملة هجومية تقوم بها الولايات المتحدة وحليفاتها عليه. إضافة إلى تخريبه حيث أصبح من المتعذر زيارته من قبل المستخدمين. ما تثبته الوثائق التي نشرها الموقع حتى اللحظة:أن الولايات المتحدة وحليفاتها في اقتراف العدوان على العراق. لم يجر شنه لا من أجل تخليص العالم من الخطر الذي يشكله البلد العربي بامتلاكه لأسلحة الدمار الشامل،وإنما لأهداف إستراتيجية أمريكية-إسرائيلية-غربية تتعلق بمستقبله وثرواته والمنطقة بشكل عام. القلق الأمريكي-الإسرائيلي من النشر قائم على انزعاج البلدين من الوثائق التي تثبت درجة التنسيق العالي جداً بينهما،فوفقاً لمصدر إسرائيلي اعترف الأمريكان بأن معلومات استخباراتية جداً سلمتها إسرائيل إلى الولايات المتحدة تتعلق بإيران،كانت شعبة الاستخبارات والموساد الإسرائيلي قد حصلت عليها.والوثائق تتضمن تنسيقات مختلفة تتعلق بوسائل إدانة إيران وتشديد العقوبات الاقتصادية عليها. من جانب ثانٍ،قال مسؤول إسرائيلي لوسائل إعلام محلية(أن أمريكا أشارت إلى أنه إذا تضمن الكشف برقيات صادرة عن سفارة الولايات المتحدة في تل أبيب،فإن الأمر سيؤدي إلى إحراج كبير لأن البرقيات تتعلق بالعلاقات الإسرائيلية –الأمريكية والمعلومات غالباً تطغى عليها درجة السرية الشديدة).بمعنى آخر فإن الوثائق تفضح ما لا تريد الولايات المتحدة كشفه،خوفاً من إحراجها في العالم العربي،الأمر الذي يشي بأن السياسة الأمريكية تجاه العالم العربي تخضع للبصمات الإسرائيلية،وأن وعود أوباما في خطابه في جامعة القاهرة الموجه للعرب المسلمين،والهادف إلى الانفتاح على العالمين العربي والإسلامي ما هو إلاّ خطاب لفظي للاستهلاك الإعلامي فقط.وبالفعل أثبتت الفترة(والتي تتعدى ما ينوف عن السنة) الماضية منذ إلقاء الخطاب. استمرار ذات السياسة الأمريكية تجاه العرب والمسلمين. وبالأخص من القضية الفلسطينية. جوهر الصراع العربي الصهيوني. على حالها. فهي مستمرة في انحيازها الواضح والكامل إلى جانب إسرائيل،كما أن معظم التحليلات السياسية تذهب إلى القول بأن سياسة أوباما الدولية(بما في ذلك تجاه الشرق الأوسط) تعيد إنتاج نفس السياسة الصقورية التي انتهجتها الإدارة الأمريكية السابقة. إبّان عهد الرئيس جورج بوش الابن. من جانبه،قال مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج:إن نشر الآلاف من الوثائق السرية التي كشفت العديد من الحقائق. بدءاً من الاغتيالات في تيمور الشرقية،مروراً وانتهاء بالوثائق الصادرة عن السفارات الأمريكية في جميع أنحاء العالم والمتعلقة بالحرب على العراق. أحدثت صدى جيداً حيث بدأت أطراف في الأمم المتحدة التحرك من أجل محاكمة المتورطين بقضايا تخالف القانون الدولي،كما أن الحكومة الدنمركية طلبت من الموقع تزويدها بالنسخ الأصلية لأكثر من أربعة آلاف وثيقة،تتحدث عن خروقات لجنود دنمركيين في العراق. قاموا بتسليم سجناء عراقيين إلى الأجهزة الأمنية العراقية من أجل تعذيبهم،مشيراً إلى أن واشنطن رفضت تزويد وزارة الدفاع الدنمركية بهذه الوثائق. ما أجبر الأخيرة على الاتصال بالموقع من أجل الحصول على الوثائق المعنية. حتى الآن. اكتفى المنزعجون بتدبير تهمة بذيئة لإلصاقها بأسانج،ولو استطاعوا قصف الموقع بالدبابات والطائرات الحربية لفعلوا. ومن غير المستبعد شن المزيد من الحملات التكنولوجية التخريبية الأخرى لتدمير الموقع نهائيا،ونعتقد أن القائمين عليه يحسبون مثل هذا الاحتمال ويعدون العدة لتدبير موقع جديد،وخوفاً من تثبيت التهمة على القلقين. لقاموا باختطاف مديره وتعذيبه عقابا له على ما فعل،غير أنهم سيحاولون جاهدين تدبير اتهامات جديدة لأسانج حتى يبدو شخصاً فاسداً ولا أخلاقياً وكذاباً،ولكن سبق السيف العذل،فلو لم يتمكن الموقع من نشر المزيد من الوثائق فيكفي ما تم نشره من وثائق لإلحاق الفضيحة بالولايات المتحدة وإسرائيل وأعوانهما. على ما ارتكبته هذه الدول من جرائم. بعيدة كل البعد عن حقوق الإنسان والمواثيق والأعراف الدولية!!