13 سبتمبر 2025

تسجيل

شرف غزة وعورات العرب

02 نوفمبر 2023

2 مليون فلسطيني في غزة صامدون و 2 مليار مسلم في العالم صامتون! ربما تكون هذه العبارة الأكثر مصداقية اليوم ونحن نرى منذ ما يقارب الشهر قطاع غزة الفلسطيني يُباد بكل ما لهذه الكلمة من معنى يمكن أن يتخيلها أي إنسان فلا دواء ولا غذاء ولا ماء ولا حتى قطرة وقود واحدة يمكن أن تتدفق ليستمر عمل المستشفيات وينقذ آلاف من الجرحى الذين يصلون إليها جراء القصف الإسرائيلي الذي لم يهدأ منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي بل وينقذ الأطفال الخدج الذين لا يعرفوا شيئا عن الحياة التي ولدوا بها إن كانوا سيعيشونها أصلا بعد استمرار التهديدات الإسرائيلية بقصف المستشفيات ناهيكم عن انهيار المنظومة الصحية بالكامل في القطاع وفي المقابل تقف معظم الحكومات العربية موقف المستكين الذي يدعو ويناشد ويدين ولكن دون استجابة فحتى الشعوب العربية التي ثارت وهزت شوارع المدن والعواصم العربية عادت ونامت وكأن الأمر كان نزهة وانتهى بينما ظلت شعوب أوروبا حتى هذه اللحظة تغلي لأجل غزة البعيدة عنها جغرافيا وهوية ودينا ولغة والمظاهرات تعم أوروبا كلها تنديدا بالمجازر الإسرائيلية الوحشية والإرهابية بحق الآلاف من أطفال ورضع وشباب ورجال ونساء وشيوخ غزة الصامدين والرافضين لأي قوة في العالم أن تنتزعهم من أرضهم فمن يرضيه هذا ؟! هل من المعقول أن قطاعا صغيرا يمتد لعدة كيلومترات ويعيش به مليونا شخص يتحمل كل هذه الأطنان من المتفجرات والقنابل الفسفورية والصواريخ والأعداد الهائلة لشهدائه ومشاهد أشلاء الأطفال التي تكمد القلوب حسرة وألما يمكن أن يتحمل بينما العرب على رفاهيتهم هذه كله وتباهيهم بصفقات أسلحتهم وعروضهم العسكرية لا يمكنهم حتى أن يناوشوا بتهديد فعلي أو رصاصة طائشة ؟! فإسرائيل نفسها التي أطلقت بحسب ادعاءاتها الكاذبة طبعا هجمات بالخطأ على أراض مصرية بررتها القاهرة وكأن شيئا لم يكن ونحن الذين كنا منذ أيام نحتفل معها بذكرى نصر 73 المجيد فأين مصر ذاك العام لتظهر غضبها حتى على مستوى التصريحات ؟!. ظللت خمسة أيام في المستشفى اعاني من أزمة ربو حادة ولقيت كل العناية الطبية الكاملة وتوافر أسطوانات الأكسجين وكل ما يمكنني أن أكون بأفضل حال بفضل من الله أولا ثم بتلك الرعاية الطبية للفريق الطبي الذي تابع حالتي واستشعرت قيمة الهواء الذي حُرم منه أهل غزة حتى على تنشقه وهم الذين يفوقونني ألما ومرضا وابتلاء وظروفا بملايين المرات وسط الحرمان من كل شيء ليعيشوا فقط ورأيت كم نحن عاجزون حتى على إدخال أسطوانة أكسجين إلى قطاع غزة أو طواقم طبية وسيارات إسعاف مجهزة وسيارات إغاثة وكل ما تتطلبه مستشفيات غزة المنكوبة ونرى إنه كلما زدنا في تنازلاتنا تعنتت إسرائيل أكثر فأكثر كما جرى القول على لسان سمو أمير دولة قطر مؤخرا وهذا هو الصحيح لأن تل أبيب تتفاخر اليوم بعجز العرب مجتمعين عن ردعها ولا تستمع لأحد سوى لغة الانتقام العمياء الإرهابية التي أخذت في طريقها أرواحا بريئة ولا تزال جرافة القتل لها تحصد المزيد منها تحت مرأى ومسمع أكثر من 22 دولة عربية وعالم إسلامي كبير استكان بصورة غريبة عجيبة وكأن ما يجري في قطاع عربي مسلم من مجازر و (هولوكوست) نازي هو فسحة وكابوس سينتهي كما انتهت المجازر التي سبقته ولم تجد من يحاسب فاعلها النازي الجديد الذي ارتضى كثير من العرب بقاءه في قلب أمتنا على رضا أو امتعاض لا يهم فالأهم هو أننا تركنا أهل غزة بمفردهم وإن هذا العار لن يعفينا من مسؤوليتنا التي تخلينا عنها طواعية لا كرها واختيارا لا إجبارا منذ أن سلمنا زمام قوتنا وقراراتنا لناصية مصالحنا فتصالحت ونسينا أننا خير أمة أُخرجت للناس فإذا بأيدينا نصبح أسوأ أمة لأنفسنا ولأخوتنا ممن يشاركوننا العقيدة والهوية ومصير يقول اليوم إن غزة تدافع عن شرفنا ونحن نكشف عورتها أكثر فأكثر للمغتصب للأسف !