17 سبتمبر 2025

تسجيل

الجميع مقابل الجميع !

02 نوفمبر 2023

أثبتت فصائل المقاومة الفلسطينية التي تستبسل للدفاع عن أرض غزة العزة منذ السابع من أكتوبر وحتى ساعتنا هذه بأن جيش العدو الصهيوني بعتاده وترسانته وعدّته والإمداد الذي يتلقاه من الدول الحليفة له كأمريكا وبريطانيا وفرنسا ومعظم الدول الأوروبية، أثبت أن العدو ليس كفؤاً للحرب البرية بعد سلسلة من التقدم لأقل من كيلومتر باءت كلها بالفشل الذريع وخسروا من جرائها العشرات من جنودهم ودباباتهم وعرباتهم وجرافاتهم، وهو ما يفسر تكثيف سلاح طيرانه قصفه للمدنيين دون حتى أن يلتفت للنداءات الدولية بإيقاف حملته المسعورة التي تؤكد مدى بربرية ووحشية هذا الكيان المحتل !! ووسط هذه الأحداث المؤلمة تكشّفت لدى الشعوب العربية مدى ما وصلت إليه الأنظمة العربية من ضعف وهوان وتبلّد في المشاعر، باستثناء بعض الأنظمة وخاصة المطبّعة مع الكيان التي لا تُخفي تعاطفها ودعمها للكيان من أجل القضاء على حماس وكافة فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، ولعل ما كشفه دينيس روس الذي يعتبر أكثر الدبلوماسيين الأمريكيين معرفة وتواصل بحكومات الشرق الأوسط في صحيفة نيويورك تايمز بأن « إسرائيل ليست وحدها في الاعتقاد بضرورة هزيمة حماس، ففي الأسبوعين الأخيرين، تحدّث إلى (مسؤولين عرب) في أنحاء المنطقة يعرفهم منذ فترة طويلة، كلهم وبدون استثناء قالوا له: إنه من المهم تدمير حماس في غزة، وأكدوا على أنه إذا خرجت حماس بصورة منتصرة فإن ذلك سيكرس أيديولوجية الرفض التي تدعو لها، وسيدعم إيران والمتعاونين معها ويضع حكومات المنطقة في موقف الدفاع، ولكنهم يقولون ذلك في الحوارات الخاصة، فمواقفهم العلنية مختلفة تماماً « انتهى كلامه وما قاله دينيس روس ليس مفاجئا وليس افتراءً على قادة ومسؤولين هذه الدول، فما معنى أن تشارك دولة « طبّعت « حديثاً مع الكيان المحتل بسلاح جوها في تعاون ومناورات مشتركة ودعم لوجستي للطيران الصهيوني ؟! ناهيك عن مواقفها في منظمة الأمم المتحدة التي ركّزت على إلقاء اللوم على حماس والهجوم عليها ومطالبة المجتمع الدولي بمحاربتها دون أن تستنكر وترفض مجازر قوات الاحتلال في غزة. وكذلك موقف جارة غزة التي يعتبر معبرها هو المتنفس الوحيد لها، واستمرار التعمد في إغلاقه وعدم السماح لمئات الشاحنات التي تنقل المساعدات والأدوية للوصول إلى غزة وإنقاذ عشرات الآلاف من الجرحى والجوعى، في انتظار أن يسمح لهم الكيان المحتل وأمريكا بالموافقة على عبورها لإنقاذ غزة، عدا عن تجييشه لجيشه على حدود غزة وتهديده لمن يحاول التعدي على حدوده بالقضاء عليه، وكأنه يوجه هذا التهديد لشعبه ولأهل غزة المنكوبة، هذا هو واقع أنظمتنا العربية عندما تُنتهك حقوقها وتُستباح أرضها وحُرماتها، يتشابهون في اللحن والقول والفعل في الاستبسال في الذود عن عروشهم ولو كانت على حساب الملايين من شعوبهم، وأما شعاراتهم الوحدوية العروبية فهي لا مكان لها من الإعراب عند وقوع الأزمات والمصائب لأي دولة أو قُطرٍ منها، فهي أنظمة لا تستحي وتُجاهر بذلك أمام الأمم !! فاصلة أخيرة الجميع مقابل الجميع، هو قرار وكلمة المقاومة الفلسطينية فقط، التي لا تُعوّل على أنظمتها التي لطالما خانتها وخذلتها وتكالبت عليها مع أعدائها !! فلله درّك يا غزة العزة، فقد كشفت كل الأقنعة!