26 أكتوبر 2025

تسجيل

الجــزيــرة بمـرتبـة قديرة !

02 نوفمبر 2021

اختلفنا معها أم اتفقنا أو تباينت الآراء حولها واجتمعت فسوف تظل قناة الجزيرة التي ينطلق أثيرها الحي من دولة قطر رائدة الإعلام في العالم العربي من خليجه إلى محيطه ومهما حاولت قنوات وجهات كثيرة استنساخ نفسها أو غيرها من قنوات قد تحمل شعار الرأي والرأي الآخر إلا أنها سوف تبدو ضيقة الأفق في تقبل آراء الآخرين لها ولذا يمر اليوم على إنشاء قناة الجزيرة 25 عاما بدأتها الجزيرة كما تنهي يوبيلها الفضي وتبدأ به عصرها الذهبي الممتد بإذن الله قوية وجريئة ومتفردة وشاملة ووافية لكل الأحداث التي تجري في العالم لا سيما منطقتنا العربية التواقة لمنابر حرة تغطي ما يجري على أراضيها من أحداث وثورات وأمور لا يمكن حتى للقنوات المحلية الداخلية سوى المرور عليها مرور المتغاضين عن إظهار الحقيقة في زواياها ولكن تأتي الجزيرة لتثبت لمشاهدها العربي أن ما لا يمكن أن يخرج في إعلامه الضيق يمكن لسماء حريتها الإعلامية أن يظهره بكل وضوح وأن الشمس لا يمكن أن تتخفى وراء غربال التمويه الذي تعتمد عليه معظم القنوات العربية حتى في الدول التي تفجرت منها ثورات الربيع العربي والتي كان لقناة الجزيرة فيها حضور مميز ومشهود وساهمت بطريقة ما في تعريف العالم الخارجي بماهية وعمق هذه الثورات التي غيرت خارطة الحكم في بعض الدول فأذلت عزيزا كان وأعزت ذليلا لم يكن والكثير شهدوا ما قامت به الجزيرة منذ نشأتها منذ 25 عاما حينما استيقظ العرب في صباح اليوم الأول من بثها وهي تحمل شعارها الذي تسوق به جميع برامجها النقاشية التي نزعت الأقنعة عن الممثلين من السياسيين العرب وجعلت شعوبهم يرونهم للمرة الأولى في حياتهم دون ألوان اصطناعية لطالما تخفى السياسي العربي وراءها خشية أن يرى الجمهور ما يخفيه من بشاعة دبلوماسية تفضح اتجاهه لغير ما كان يدعو له في مقابلاته وتصريحاته النارية ولذا تتفرد قناة الجزيرة حتى اليوم بمنهج لم يتزعزع مساره أو يهتز من كشف حقائق كانت تخفي ما هو أعظم وتعكس ما هو أتفه من أن يصدقه العامة من الشعب الذي تابع القناة بشغف ومراقبة مستمرة لهذا النهج اتفق معه أم اختلف فالصديق لها مثل العدو لا مناص له سوى أن يتابعها ليتعرف على النسق العجيب الذي استطاعت الحفاظ عليه منذ ربع قرن من الزمان لم تنزل درجة عنه ولكنها ارتفعت درجات أعلى فيه ولكن بنفس التأثير القوي على المشاهد حتى من عصبة المطالبين دائما بإنهاء تواجد قناة الجزيرة في خارطة القنوات الإخبارية العربية المعروفة والمعتادة لعدم تمكنهم من تقبل أن يكون هناك إعلام حر يستطيع المتلقي العربي أن يقول كلمته من خلاله بحرية متناهية ويتعرف على ما يجري في دول أخرى لطالما كان يراها بمنظور إعلامها هي وليس بمنظور محايد يكشف ويكتشف وتتكشف له أمور ما كان يظن أن العرب سيكونون بهذه المقدرة على إخفائها أو التلون فيها ولكن تظل هذه القناة التي تبث من قطر وفي قطر الصوت الإعلامي الذي ظهر في وقت لم يكن العرب قد اعتادوا فيه على المكاشفة والمصارحة بينهم ولكن غلبتهم الجزيرة وأجبرتهم على أن التناقض سمة لا يمكن أن تستمر في سياسة الحكم العربي، وإن ما أخفته القصور الرئاسية والغرف المغلقة فإن الجزيرة وبتقرير صغير منها قادرة على حلحلة هذا الغموض وتفكيكه تاركة المشاهد العربي يتساءل عن تلك القدرة الإعلامية التي تتميز بها قناة أنشأتها عقول مدبرة في قطر استطاعت من خلالها أن تغمر جميع البيوت العربية وتدخل من الباب لا الشباك ويُحتفى بها من عدوها قبل محبها فهي إن عرفت أصول الاستئذان مع أصدقائها فإنها أيضا تعرف كيف تكسب احترام من لا يستسيغها جيدا !. ‏@[email protected] @ebtesam777