20 سبتمبر 2025
تسجيلاحتضنت اسطنبول المؤتمر التأسيسي للهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، وسط حضور إسلامي مميز، ضم مئات العلماء والمفكرين والسياسيين والمثقفين والإعلاميين، واللافت أن انطلاقة المؤتمر أتت مع إكمال مقاطعة المنتجات الفرنسية عامها الأول، رداً على الرسوم المسيئة للنبي عليه الصلاة والسلام، ويأمل القائمون على الهيئة العالمية في حشد العالم الإسلامي، للتعريف بالنبي عليه الصلاة والسلام، والدفاع عن زوجاته وصحابته، كما جاء في البيان التأسيسي للهيئة، إضافة إلى مشروع التعريف بسيرته عليه الصلاة والسلام وهديه. على مدار أشهر كان الأمين العام للهيئة فضيلة الدكتور محمد الصغير يطوف على العلماء والكتاب والمثقفين والإعلاميين، من أجل حشدهم واستنهاض هممهم، وقد ساعده في ذلك مشايخ وفضلاء في الهيئة التأسيسية، ولجنة إعلامية من شباب مهرة متدربين على التعامل مع وسائل ووسائط الإعلام الحديث، مما مكنهم من إبراز الفكرة إلى العلن بشكل لاقى قبولاً وحماساً من شرائح الأمة كافة، كما نجحت الهيئة سريعاً في تأطير العمل وجمعه وتوحيده بعد أن كان مشتتاً انفرادياً على مدار العام، منذ انتفاضة الأمة لنصرة النبي عليه الصلاة والسلام، وذلك رداً على الحملات المغرضة بحقه. حفل المؤتمر استمر ليوم كامل بكلمات من سياسيين أتراك على رأسهم وزير الديانة التركي السابق الدكتور محمد جورماز، والمستشار السابق للرئيس التركي ياسين أقطاي، بالإضافة إلى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج خالد مشعل، كما شارك فيه علماء كبار من أمثال الأمين العام للاتحاد الإسلامي لعلماء المسلمين الدكتور علي القره داغي، والشيخ العلامة أسامة الرفاعي رئيس المجلس الإسلامي السوري، والشيخ العلامة محمد حسن ولد الددو، والدكتور العلامة عصام البشير، والشيخ سليمان الندوي، والشيخ الحسن الكتاني، والشيخ نواف تكروري رئيس جمعية علماء فلسطين، وشخصيات كبيرة وعديدة، قدم بعضها من دول عدة خصيصاً للمشاركة في المؤتمر. تأمل الهيئة أن تعمل على امتداد العالم في التعريف بالنبي عليه الصلاة والسلام وهديه، وباللغات الحية المتعددة، وقد أطلقت منصات إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي، لتلقي كل ما يكتب عن النبي عليه السلام في العالم، ومما يلفت في الهيئة هو اهتمامها الإعلامي، ما دام الإعلام ناقلاً للخبر والمعلومة، وبدونه يصعب تبليغ الرسالة، وإيصالها للآخرين، وكان لافتاً اعتناء الفضائيات العربية والمحلية بالحدث واهتمامها به، حيث كانت التغطية تُنقل على الهواء مباشرة، من خلال منصات الهيئة العالمية؛ إذ بلغت مشاركات صفحة الهيئة على مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من ألف مشاركة، مما عكس مدى الاهتمام والحرص الذي أبداه المسلمون بهذا الحدث الكبير. الفكرة والرسالة تظل حبيسة الأدراج، وسجينة الجدران ما لم يتعاطَ معها الإعلام، وما لم يتم نقلها بوسائل تتناسب مع تطورات العصر وتقنياته، فأتى إطلاق الهيئة لمنصاتها الإعلامية، ليساهم في إيصال رسالتها، والوصول إلى شريحة واسعة من الأمة، تحديداً شريحة الشباب الذين يعوّل عليهم في نصرة النبي وزوجاته وصحابته، ولفت العالم السوداني المبرز الدكتور عصام البشير في كلمته القيمة، إلى أن المشكلة ليست فقط في نصرة النبي عليه السلام بالرد على شبهات أعداء الإسلام والإنسانية، وإنما لا بد من التركيز على الشبهات التي يطلقها أعداء الداخل إن كان بالتعرض لصحابته وزوجاته، أو بالتعرض لسنته من خلال التشكيك بصحيحي البخاري ومسلم والسنن، وهذا لا بد من إيلائه اهتماماً كبيراً بحسب قوله. رموز الأمة عليهم مسؤولية كبيرة في نصرة النبي عليه الصلاة والسلام، فهم مدار الاهتمام الشعبي، وهم ورثة الأنبياء، ووجهة الأمة في تلقي دروس النصرة، ولذا فإن تحركهم وأقوالهم وأفعالهم ما هي إلا إرشادات للأمة التي تنتظرها للسير على هداها، وبمقدور الرموز أن يفعلوا ذلك عبر تزكية أوقاتهم ومنصاتهم، وصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بالدعوة إلى نصرة النبي عليه السلام والدفاع عنه وعن زوجاته وصحابته وأمته. بقي أن أقول إنني سمعت الكثير من المشاركين عن حالات الارتياح والطمأنينة التي شعروا بها، وهم يتابعون أعمال المؤتمر، فقد قال لي وزير التربية في حكومة الإنقاذ في إدلب والأستاذ في كلية الشريعة بجامعتها الدكتور بسام صهيوني: إنه لم يشعر بجو طمأنينة وسكينة وهدوء كما شعر به في هذا المؤتمر، ولعل ذلك ببركة وشرف صاحب المؤتمر عليه الصلاة والسلام. وقال لي أحدهم بأنه كان يعاني دائماً بالليل من تعب وألم إن هو وقف طويلاً في النهار، لكن على الرغم من وقوفه طوال اليوم مستقبلاً ومودعاً المشاركين، فإن الآلام اختفت عنه بفضل الله، ولعله ببركة وشرف الانتصار للنبي عليه الصلاة والسلام.