20 سبتمبر 2025

تسجيل

فكرة المسلم الأعلى

02 نوفمبر 2020

عندما تشعر بأنك لست مسلما بالقدر الكافي، عندما تشعر دائما بذنب التقصير، عندما يحتويك الندم المستمر بأنك لا يمكن أن تكون مثل أولئك الاوائل في الاسلام، وأن عليك دائما أن تكون أكثر إسلاما، صورة المسلم الأعلى من جانب العبادات فقط، وليس من جانب المعاملات الدنيوية، أو من منطلق البعد الانساني الذي يأخذ بظروف الوقت ومتغيراته، هي حالة من الحزن الدائم الذي يرتبط لدى البعض ذهنيا بفكرة المسلم الأعلى، وهي ليست صورة صحيحة، لا للإسلام ولا للمسلمين. الانسان كائن مادي، توحشك على ماديتك باستمرار لا يحولك الى كائن نوراني، يعيش المسلم اليوم ضمن نطاق دولة وسط إقليم عالمي، ما لم ينتم إليه إنسانيا خاصة وأن الاسلام دين إنساني، لكن التركيز على فكرة المسلم الأعلى تضع النشء في حيرة من أمره ومن مستقبله، شهد التاريخ امبراطوريات عظيمة قامت على فكرة الانسان الاعلى ولكنها انتهت، لكن الاديان استمرت، المهم ألا تنتج وحوشا جريا وراء فكرة الانسان الأعلى هذه. المسلم المتواضع الذي يهدي البشرية الى خير السبيل، الذي أوصل الاسلام الى أرخبيل الفلبيين وجزر اندونيسيا، هذا المسلم المتعامل مع ظروفه وبيئته بشيء من تواضع الانسان وعظمة الاسلام، هو من أنتج اليوم توافقا بين الاسلام والعصر في تلك الدول كماليزيا وإندونيسيا وغيرهما. المسلم ليس كائنا خارقا، حتى يعيش تبدل العصر دون أن يندمج فيه اندماجا ايجابيا، يجعل منه في حالة طلب مستمر لبناء ذات اسلامية انسانية، تعلو بحقيقة الاسلام السرمدية، وفي نفس الوقت تؤكد حقيقة الانسان المرحلية، ووظيفة المسلم في السعي وراء الكمال ليس انطلاقا من الحتمية الالهية ولكن انطلاقا من ثنائية الذنب والاستغفار البشرية. [email protected]