14 سبتمبر 2025

تسجيل

المهنية والمصداقية والانحياز للشعوب

02 نوفمبر 2019

الجزيرة للدراسات وجهة الباحثين والدارسين للتوجهات الإعلامية الجديدة الجزيرة حملت لواء المهنية والتنوير والرأي والرأي الآخر أصبحت مرجعا  للإنتاج الإعلامي المتجدد والرائد عربيا قدمت خدمة للشباب العربي بالتدريب على أحدث مهارات الإعلام موقع الجزيرة على الإنترنت الأشهر والأكثر تصفحا وموثوقية 23 عاما وشبكة الجزيرة تحقق إنجازات وطفرات في صناعة الإعلام، وتكريس المصداقية والالتزام بالقيم المهنية، ومنذ انطلاقتها عام 1996حررت الجزيرة رؤية الإعلام العربي الأحادية بالرأي والرأي الآخر، وأعادت التوازن في التدفق الإخباري، وباتت بمثابة البوصلة للرأي العربي، والمصدر الأكثر مصداقية في الأخبار والمعلومات، وسبقت الإعلام الغربي بانفراداتها وتغطياتها، وكسبت ثقة المشاهد بتعبيرها عن تطلعاته وآرائه. كما حافظت شبكة الجزيرة على الهوية العربية ودافعت عن قضايا الأمة المركزية. ويرجع الفضل في نجاح القناة لأسباب كثيرة أهمها، أنها مشروع قطري رائد انطلق إلى آفاق عالمية بفضل رؤية حكيمة، رفع سقف الحرية بداخلها وإيمان العاملين برسالتها، وانحيازها إلى قضايا الشعوب، وفي المقدمة القضية الفلسطينية، فبدأت متفردة عن إعلام عربي أسير الهيمنة السلطوية، وارتبط بها جيل من المشاهدين وأصبحت مصدر أخباره الأول، وينظر كثيرون للجزيرة باعتبارها مصدرًا موثوقًا للمعلومات أكثر من القنوات الرسمية والأجنبية . ساعد الشبكة في مواصلة تميزها، منصاتها الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي التي عملت من خلالها على مواكبة التقدم الإعلامي وتطوراته المستمرة عبر ابتكارات إعلامية تناسب مختلف شرائح المشاهدين، وقدمت من خلاله المنتج الإعلامي والصحفي في قوالب ترضي تطلعات المشاهدين وتقدم لهم المعالجة الصحفية بشكل بسيط وسهل للغاية. 23 عاما عمر الجزيرة، مسيرة مليئة بالإنجازات بدأت ببث لم يتجاوز ست ساعات في مكان صغير المساحة بسيط الإمكانيات، ولكن بسقف حرية، وتحولت إلى شبكة الجزيرة التي تضم اليوم 5 قنوات تلفزيونية : الإخبارية، الإنجليزية، الوثائقية، مباشر وبلقان، إضافة إلى القطاع الرقمي الذي يجمع مواقع الشبكة وقنوات آي جي بلاس إلى معهد الجزيرة للإعلام ومركز الجزيرة للدراسات ومركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان. حصدت الجزيرة خمسمائة وأربعين جائزة في مختلف التخصصات منذ عام 2006 من بينها 28 جائزة خلال العام الجاري فقط. طيلة هذه المسيرة التي تجاوزت عقدين شهدت الجزيرة أحداثا مفصلية في المنطقة والعالم، من أبرزها أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 وغزو العراق عام 2003 والحرب على لبنان عام 2006 والحروب الثلاث على غزة، وكذلك ثورات الربيع العربي منذ عام 2011، طيلة هذه المسيرة ظلت الجزيرة وفية لشعارها مع الإنسان رغم المنع والتضييق واعتقال صحفييها واستشهاد آخرين. من المؤكد أن الجزيرة أصبحت منبراً للرأي والرأي الآخر ومنبرا حرا للشعوب، وبات باستطاعة أي صاحب قضية أن يوصل صوته للقناة عبر أحد مكاتبها المنتشرة أو عبر أحد مراسليها. وفي المحصلة يمكن القول إن الجزيرة حققت ما عجز الإعلام العربي عن الوصول إليه. وفيما يلي أبرز ما حققته الجزيرة خلال مسيرتها: ❶ نقلت كافة القضايا العربية بشفافية ومهنية إلى الشارع العربي، وشكلت حضورا ميدانيا في مواقع الأحداث، واعتمدت على المهنية والالتزام الأخلاقي، في معالجة الأحداث، وشكلت ظاهرة فريدة على مستوى المنطقة العربية بمراهنتها على الحقيقة وعكس الرأي العام للجماهير في مواجهة الإعلام العربي الرسمي التقليدي، وهو ما لم تألفه بعض الأنظمة، فسعت إلى تعطيل مسيرة الجزيرة بإطلاق الحملات الإعلامية ضدها ولفترات طويلة. ❷ رفعت سقف الحريات بإتاحة المجال لإبداء الرأي والرأي الآخر، وهو توجه وجد التقدير من التيارات السياسية العربية المختلفة التي ظلت تعتبر الجزيرة الملجأ لها لتقديم قصص إخبارية متوازنة تعكس الرأي الآخر دون خوف أو انحياز أو محاباة على حساب الحقائق. وفتحت آفاقا جديدة نحو إعلام حر، وبات صوت من لا صوت له على كافة المستويات. ❸ قدمت الجزيرة مفهوما جديدا للإعلام القريب من الشعوب وقضاياها، وأعادت التوازن في التدفق الإخباري، حيث كان التدفق الإعلامي لأكثر من خمسة عقود يسير باتجاه واحد من دول الغرب إلى العالم العربي مما يعكس وجهة نظر الدول الكبرى تجاه قضايانا العربية، واليوم أصبح العالم على مقربة من نبض الشعوب العربية وتوجهاتها، مما أكسبها ثقة المشاهدين، وابتدعت الجزيرة أشكالا جديدة لم يألفها الإعلام العربي التقليدي، مثل خدمة التقارير المتعمقة، والرأي والرأي الآخر، والصحافة الاستقصائية، وخدمة البودكاست، كإضافة نوعية جديدة لشبكة الجزيرة. ❹ قدمت الجزيرة نموذجا متكاملا للاندماج الإعلامي الحديث بين الاتصال البصري والمرئي والإلكتروني، وشبكات التواصل الاجتماعي، مما جعلها منصة حديثة بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ، وعزز وجودها كوسيط إعلامي في كل المصادر العالمية للإعلام الحر والمؤثر. وعمدت إلى مخاطبة كل فئات المجتمع عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ❺ فازت الجزيرة بالعديد من الجوائز العالمية، مما يؤكد ثقة العالم فيها، ووضع المؤسسات الإعلامية الأخرى في محل تنافس إعلامي شريف وتسابق للوصول إلى العالمية وكسب ثقة القراء والمشاهدين والمتصفحين على مواقع الإنترنت. واعتلت الجزيرة موقعا متقدما في تغطية قضايا الشعوب بنقلها ثورات الربيع العربي منذ 2011 . وحافظت على الهوية، ودافعت عن قضايا الأمة المركزية. ❻ لم تستجب الجزيرة للضغوط والمتاعب التي تعرضت لها، حيث قدمت شهداء واعتقل صحفيوها وأغلقت مكاتبها وسحبت تراخيص عملها، لكنها على الرغم من كل ذلك لم تستسلم أو تستجب للضغوط. فضلا عن الحرب الإعلامية والتكنولوجية التي تعرضت لها في سنوات سابقة، من خلال عمليات القرصنة والتشويش وإطلاق الحملات الإعلامية المضادة في وقت متزامن. ❼ قدمت الجزيرة نموذجا للمؤسسة العربية المتكاملة ذات الأذرع المتعددة في خدمة المجتمع، وحققت الشبكات التابعة لها المزيد من النجاحات، حيث حل مركز الجزيرة للدراسات في المركز الأول خليجيًّا، والخامس في الشرق الأوسط، كذلك كان معهد الجزيرة صرحا معرفيا للتدريب وللنهوض بالإعلام، وظل مركز تدريب مفتوحا لكل الشباب العربي. حيث أدخل الآلاف إلى المهنة باحترافية عالية وقدرات عالية ومفيدة في مهارات الاتصال الجديد. ➑ وكانت محصلة هذه الجهود أن أصبحت شبكة الجزيرة الأوسع انتشارا والأكثر مشاهدة عربيا وتوسعت خدماتها لتشمل : الجزيرة مباشر، تغطية مستمرة لأحداث المنطقة والعالم. والجزيرة الوثائقية، ذاكرة حية ولكل صورة حكاية، بينما جاءت الجزيرة الإنجليزية لتنافس أقوى الفضائيات في الفضاء العالمي. وكذلك موقع الجزيرة على الإنترنت، الجزيرة نت، الذي يمثل الالتزام والمصداقية وجذب المدونين والانتشار والتأثير على مستوى العالم. تلك هي قصة الريادة الإعلامية في قطر التي توجت بمشروع الجزيرة العملاق، لكنها بدأت منذ عشرات السنين لتشهد أكبر تطور لها في هذا المشروع العملاق بما له من صيت إعلامي من الخليج حتى المحيط. ونجاح الإعلام القطري تحقق بالنزاهة والحياد والمهنية والانحياز للشعوب والسعي الصادق لخدمتهم. [email protected]