28 أكتوبر 2025
تسجيلحتما سنكون في مقدمة الركب وفي الصف الأول للحفاظ على حقلنا اليانع الذي ظهر زهره، وتحاول الجرافات أن تقتلعه من جذوره وهو في أوج ازدهاره، وتعمد إلى تحجيم نموه قبل أن يزهر وتظهر ثماره المرعبة لكل من يقوم بإيذاء أصحاب الحقل المؤمنين برسالتهم تجاه العالم .. تحل علينا المناسبة التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، بوصف هذا اليوم الثاني من نوفمبر هو/ اليوم الدولي لمكافحة الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين/ .. فلن نتردد مع دول العالم لتحقيق شعار المناسبة في تنفيذ مكافحة ثقافة الإفلات من العقاب المتفشّية . مركز الدوحة لحرية الإعلام بادر بإقامة منتدى ينطلق في الدوحة اليوم يشارك فيه لفيف من الإعلاميين والأكاديميين والحقوقيين من داخل وخارج قطر، إضافة إلى ممثلين لأسر صحفيين قضوا خلال العام الجاري وهم يؤدون واجبهم المهني ، وذلك إيمانا بنبل الشعار العالمي الذي يدين جميع الاعتداءات وأعمال العنف المرتكبة ضد الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام ، المنتدى سيحث الدول الأعضاء على بذل قصارى جهودها لمنع أعمال العنف ضدهم وتقديم مرتكبي الجرائم إلى العدالة . يقام منتدى مركز الدوحة اليوم تحت عنوان "نحو إنهاء الإفلات من العقاب"، ليجسد رسالة المركز التي تضع دعم حرية التعبير والإعلام ومناصرة الصحفيين حول العالم على رأس أولوياتها، وإمعانا في توسيع قاعدة المشاركة فسيثري البرنامج المعد متحدثون ينتمون لمؤسسات ومنظمات إعلامية إقليمية ودولية، من خلال محورين أحدهما بعنوان //الثاني من نوفمبر الدلالات والمعاني// .. والآخر سيتمحور حول سبل وضع حد للإفلات من العقاب . تشير الإحصاءات إلى أن العام الجاري شهد فقدان حوالي 75 صحفيا حياتهم أثناء تأديتهم لعملهم في مختلف العالم ، في حين يواصل قتلة الصحفيين الإفلات من العقاب، ولأن الوضع على ما هو فالأجدر أن ينتهز الصحفيون والعاملون في ميدان الإعلام في دولة قطر بدعوة مركز الدوحة لحرية الإعلام في هذه المناسبة للفت النظر إلى مواجهة القرار الذي اتخذته محكمة النقض المصرية في الحكم بالسجن الصادر على ثلاثة صحفيين يعملون لدى قناة الجزيرة الإخبارية، وتعرية الطرف الآخر بقراره الذي يوحي بأن صانع القرار في /مصر/ لا يعير أي اهتمام لقلق المجتمع الدولي بشأن الإفلات من العقاب وغياب العدالة. ونود الإشارة ونحن في خضم هذا المنتدى أن نقتبس جزءا من التعريف العالمي لمعنى ثقافة الإفلات من العقاب ، فكما ورد في ديباجة الأمم المتحدة فإن ثقافة الإفلات من العقاب توجد عندما يقوم أولئك الذين يسعون لمنع حرية الرأي والتعبير لدى الآخرين بفعل ذلك وهم يعلمون أنه من غير المحتمل أن يتم محاسبتهم على أفعالهم مما يخلق وضعاً غير آمن للأشخاص الذين يمارسون حقهم في حرية التعبير. سنكون شركاء في تجسيد الإرادة الدولية لإنهاء الإفلات من العقاب، وستكون توصيات المنتدى شهادة على ما نشعره ونعانيه من اضطهاد لمهنتنا ولكل منتسبيها، فقضية صحفيي الجزيرة ستظل دينا في رقابنا إن لم نفلح باسم هذه المناسبة أن نكسر القيود حولهم . لابد من اتخاذ خطوات عملية لجلب المعتدين على الصحفيين في كل أنحاء العالم إلى العدالة ونطالب بحماس وشجاعة بإطلاق سراح صحفيي الجزيرة فورا. وهذا مطلب.. وسلامتكم.