31 أكتوبر 2025
تسجيلمن المتفق عليه أن الدول المتحضرة والديمقراطية، لا تستخدم القوة النووية لتدمير وازاحة دولة معينة من الوجود، ذلك ان الهدف الاساسي لهذه القوة هو استخدامها كسلاح ردع بالدرجة الأولى. أي ان هذه الدول تستخدم السلاح النووي المدمر وبشكل أولي وأساسي للتلويح به، ولإرسال رسالة واضحة للبلد الخصم الذي يمتلك نفس القدرة والسلاح النووي. فالولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي لديهما أسلحة نووية. لكن واشنطن مثلا لم تستخدم السلاح النووي الفتاك ضد موسكو، لانها تعلم ان استخدامها لهذا السلاح المدمر، يعني تدمير الولايات المتحدة، بسبب امتلاك الاتحاد السوفييتي لهذا السلاح، وإمكانية استخدامه ضد واشنطن اذا ما استخدمت الأخيرة هذا السلاح. وعليه فان السلاح والقدرات النووية هي في الحقيقة أسلحة ردع في المقام الأول. ويمكن القول ان هناك دولا لا تستخدم السلاح النووي كعامل ردع بل لفرض هيمنتها وسيطرتها على جيرانها. ومثال ذلك إسرائيل وتهديدها للدول العربية المجاورة. فسلاح إسرائيل ليس لردع القدرات النووية للدول العربية، التي لا تستطيع حماية نفسها، والتي تخاف حتى من محاولة انقلاب ضد نظامها الحاكم، بل ان هذا السلاح الإسرائيلي هو لتهديد وابتزاز وسيطرة الدولة العبرية على المنطقة العربية. لهذا فإننا كوحدويين خليجيين نقول ان العدل والإنصاف والمسؤولية التاريخية والأخلاقية، تحتم علينا المطالبة بامتلاك كل ما من شأنه حماية امننا وأمن شعبنا الخليجي واستقرار دول الخليج، وذلك لن يكون الا بسعي أنظمة الخليج لامتلاك السلاح النووي، مهما كلفنا ذلك الامر من تضحيات. فليس من المقبول ان يقوم جيراننا بالسعي لامتلاك السلاح النووي، ونحن نعمل فقط على توقيع اتفاقات دفاعية، من دون ان تعطينا هذه الاتفاقيات الحق في التلويح بالسلاح النووي. نحن لسنا رعاة أغنام لنا أحلامنا. نحن شعب ودول متحضرة سنستخدم سلاحنا النووي للردع وليس للتهديد. فهل تعي دول الخليج مطالباتنا بوجود اسلحة ردع؟ وهل تعى دول الخليج ان منظمة حظر الاسلحة النووية هي غطاء سياسي للدول العظمى لمنع انضمام دول جديدة الى نادي الدول النووية؟ وهل تعي دول الخليج أن العالم لن يحترمنا الا بامتلاكنا للسلاح النووي؟ اتمنى ان تكون تعي ذلك وتعمل لتنفيذه قبل فوات الاوان.. نكرر قبل فوات الاوان.. وقبل ان تصبح حتى الاتفاقيات الدفاعية محرمة علينا.