10 سبتمبر 2025
تسجيلسوف أصدقكم القول وهو أنني كلما تداولت أخبار الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ فبراير 2022 وحتى الآن أقول في نفسي لتستمر لا يهمني إن توقفت أو استمرت وظلت أعواما أو عقودا حتى ليس لأنني لا أهتم بما يمكن أن يدفعه الأبرياء من الشعبين فهذا أمر لا يختلف عليه اثنان بغض النظر عن جنسيتهم ودينهم فضحايا أي حرب في الدنيا لم يتورط منهم في إراقة دمائها يظلون أبرياء لا ناقة لهم في هذه الحرب ولا جمل ولكني ألتفت حولي فأجد أنني محاصرة بقضايا عربية وإسلامية وضحايا أبرياء منهم من قضى قتلا وتهجيرا وإصابة وتشتيتا وفقرا وجوعا وحرمانا وتشريدا واحتياجا فلم علي أن أهتم بمن فتحت أوروبا بحدودها وبيوتها وأراضيها ومدارسها لهم ويعيشون أفضل من مشرديهم بينما ضحايانا يتلوون ألما وهم الذين لا حول لهم فيما يعانونه ولا قوة ؟! لم علي أن أتعاطف مع هذه الحرب ودوي حروبنا لم تهدأ منذ عقود طويلة ؟! من عليه أن يهتم اليوم بغارات إسرائيلية على غزة المحاصرة منذ عام 2007 ؟! أو من عليه أن يفكر بما آل إليه الحال في سوريا اليوم التي تمر بأسوأ حالاتها التاريخية من قتل لعشرات الآلاف وتشريد الملايين واعتقال الآلاف ودمار مدن ومحافظات وفي المقابل يُستقبل حاكم سوريا بالترحيب والورود والاعتراف به رئيسا عربيا عائدا لحضن العرب ؟! من سوف يهتم كما ذكرت بمقالي بالأمس بوضع اليمن الذي يعاني شماله من احتلال حوثي مرير ويمر جنوبه بما يقسم اليمن يمنيين وبحكومة متفردة ولا يعترف أي منهما بالحكومة الشرعية التي ذهبت الأولى منهم ولم تعد بينما لقى الثانية تهميشا من الشمال والجنوب معا ؟! من يهتم بما يجري من إغراق اقتصادي وسياسي داخلي وخارجي بلبنان ذلك البلد الذي لم يكن أحد ليعترف به إلا في حالتين أولهما أنه بلد يصيف فيه أثرياء العرب ويقضون به أوقاتا حلوة ورائعة وثانيهما إن موقعه الاستراتيجي مع إسرائيل وظهور التحزبات على أرضه والجعجعة التي قام ويقوم بها حزب الله جعلت الأنظار مسلطة عليه ولكن ما وصل له اليوم من انهيار اقتصادي رغم المساعدات المليونية التي كانت تنهال عليه من دول الخليج ومن مؤتمرات المانحين التي كانت تُخصص له بالذات بفضل سوء تصريف هذه المساعدات في اماكنها الصحيحة وانهيار سياسي بفضل سوء وفساد الحكومات التي تتابعت على حكمه جعله اليوم مهمشا وساقطا من حسابات العرب والعالم ككل ؟! وكل هذا وأكثر يجري في السودان الذي يقال إن العاصمة الخرطوم باتت شبه مهجورة من أهلها بعد تفجر الوضع بين الصديقين اللدودين حول الاستئثار بالحكم والسلطة فمن بات مهتما بقضية السودان التي لم تنته مأساتها منذ الانقلاب على البشير وحكومته ؟! أليس لكل هؤلاء ضحايا أبرياء ؟! أليس هؤلاء من يستحقون مني كمواطنة مسلمة عربية التعاطف والاهتمام والمتابعة والحزن لما آلت إليه الأمور في هذه الدول وغيرها أكثر من ضحايا يجدون غيري الكثير من أشباههم من أصحاب الشعر الأشقر والعيون الزرقاء ليتعاطفوا معهم ويبكون لأجلهم ؟!. اليوم قد أبكي على أحداث تجري في العراق وضحايا يتساقطون من حوادث مؤسفة تحدث هناك ولكني لن أبكي على الحرب الروسية الأوكرانية وأبكي على ضحايا وشهداء فلسطين الباسلة ولن أبكي على آثار حرب تبعد عني عشرات الآلاف من الكيلومترات وأبكي على مشهد الجياع والمرضى في اليمن لكني لن أبكي على مهاجرين من أوكرانيا يدخلون دول أوروبا مجاورة ويستقبلونهم بالمأوى والطعام والشراب والمدرسة والمنازل والحياة الكريمة مدفوعة التكاليف وقد أتعاطف مع أهلنا في السودان الذين يلحقهم الرصاص العشوائي حتى منازلهم ولكني حتما لا يهمني حربا أجنبية عني متى تنتهي فهل عرفتم الآن الفرق بين التعاطف هنا وشبيهه المشوه هناك ؟! إن لم تستوعبوا فأعيدوا الدرس من جديد !.