19 سبتمبر 2025
تسجيليمثل الراحل الكريم سمو الشيخ صباح الأحمد الجوهر الذي تقوم به الأشياء، كان جوهراً في وطنيته، وجوهراً في خليجيته، وجوهراً في عروبته وإسلامه، كان - رحمه الله - يمثل نطاقاً مغناطيسياً يحمي الأعراض من التصادم والتلاطم في الداخل وفي الإقليم وفي العالم؛ لذلك استحق لقب الشخصية الإنسانية الأولى بكل جدارة، في حين تحول الآخرون إلى أعراض ثانوية تتبع مجالات مغناطيسية لجواهر أخرى لا تمت إلى الخليج ولا إلى العروبة ولا إلى الإسلام بصلة، قاوم الانقسام الخليجي ووصفه بأنه مختلق ولابد من تجاوزه، قاوم التردي العربي ودعا إلى جامعة عربية ونظام عربي جديد، قاوم التطبيع ولم ينزلق بهشاشة كما انزلق غير المدعويين أصلاً إلى ذلك بهشاشة مذلة، دعا إلى التسامح والتعالي والارتقاء، أشار إلى أن بلده تعرض للعديد من الدسائس بلغت إلى حد الغزو المشؤوم ومع ذلك ارتفع بقيادته لبلده عن ذلك كله، تعامل مع الداخل واعتبر الجميع أبناءه وتعامل مع دول الخليج واعتبرها جميعاً بلده ووطنه، اليوم نبكيه كجوهر غاب، اليوم نبكيه كنسيج ضام لأجزاء الجسم العليل منها أو السليم، نحن اليوم في الخليج مجرد أعراض غاب جوهرها ما لم تع ذلك جيداً وإلا فستنفي بعضها بعضاً، يجب أن نستفيد من رحيله بشكل أكبر وأعظم من ذلك أثناء وجوده بيننا، لأن الحصيف من يدرك أهمية الغياب أكثر من ادراكه لحقيقة الوجود، وإدراكه للعبر بعد ذهاب الخبر، اللهم ارحم شيخنا صباح، وارزق قادتنا وعياً جديداً نحن شعوبهم ومستقبلهم ونبراساً قويماً من تجربة الراحل الذي سكن القلوب قبل اللحد، وأستأثر بالمحبة قبل القصور والنقد وبث الأمل رغم اشتداد الليل وحلكة الطريق واقتراب الحد والمنزلق.