18 سبتمبر 2025

تسجيل

الحاجة إلى تيار علماني (1)

02 أكتوبر 2019

أشعر أنها تضحية، أن تتحدث في موضوع شائك كهذا الموضوع في مجتمع يحارب التصنيف الثقافي، لكن تشجيعاً للشباب فقط للخروج من تابوت الخوف من المصطلحات والمفاهيم إلى رحاب التداول والتناول سأتناول بعض النقاط حول مفهوم العلمانية والحاجة إليه، كما تشير الورقة التي أرسلت إلينا من ثلاثة جوانب محددة حيث الموضوع متشعب وليس من السهل تناوله هكذا دون تحديد اختصاراً للوقت وللفائدة. الجانب الأول: جانب المجتمع المدني الجانب الثاني: جانب مفهوم السياق وكيف يمارس المجتمع حريته من خلال التفاعل مع سياقاته. الجانب الثالث: جانب الدولة كإطار عام. في طريقي من البيت إلى الجامعة لأتحدث عن العلمانية كحاجة أو لا حاجة شعرت بفراغ من حولي أخافني ليس خوفاً مادياً وإنما خوف ثقافي. في البداية كانت دعوتي للحديث عن التيار العروبي ثم تم التغيير للحديث عن الحاجة إلى التيار العلماني، وربما كان من الممكن أن أتحدث عن التيار الشيوعي أو الليبرالي لو كان ذلك مطروحاً. طبيعة المجتمع أنه يخاف من التصنيف ومعه الحق وسنرى بعد قليل لماذا يخاف ؟ هذا اللا انتماء أخافني وأشعرني بحالة في المجتمع يمكن تسميتها «مثقف الكنبة» أو المثقف العام أو الكلي. هذا الفراغ من البيت للجامعة يجعل من المثقف حالة فوقية ولغة ليس لها مدلولات في الخارج أو الواقع، لا وجود لمنظمات المجتمع المدني تجعل من المثقف حالة عضوية أو مثقفاً عضوياً ينتجه المجتمع المدني. في مجتمع المثقف العام أو مثقف الكنبة التيارات السياسية حالة نفسية وعاطفية في الأغلب كما هي في مجتمعنا هنا وبعض دول الخليج الأخرى للتيارات السياسية وجود مادي على الأرض. الآن ما الخطورة في وجود التيارات السياسية بشكل حالات نفسية أو عاطفية. الخطورة تتمثل في أنها تتحول مع الزمن إلى تُهم جاهزة للتصدير والإقصاء وملصقات لتحديد هويات الأفراد دونما أساس مادي ومعنوي واضح، ولا سبيل للأفراد للدفاع سوى السعي وراء البراءة وصكوك الغفران من حالة ثقافية هي في الأصل ممارسة للحرية، أو العيش متهماً أو مطارداً من قبل المجتمع، ثم أيضاً تؤدي إلى تضخم اللغة على حساب الوجود المادي. كم حضرنا محاضرات عن الديمقراطية ولم نصبح ديمقراطيين مثلاً، هذا للإشارة إلى أهمية بناء المجتمع المدني أولاً. يتبع [email protected]