27 أكتوبر 2025

تسجيل

ألهاكم التكابر حتى عبثتم بالحرائر

02 أكتوبر 2017

قرار سياقة المرأة السعودية للسيارة بأمرً ملكي هو الأول في تاريخ السعودية على هذا المستوى السامي، كونه البلد الوحيد في العالم الذي تُمنع فيه النساء من قيادة السيارات ، ومع صدور القرار كانت /إيفانكا ترامب/ ابنة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي رافقته في رحلته للرياض في مايو الماضي هي أشهر اللواتي رقصن وزغردن وغردن للقرار، بعد أن عرفت المرأة السعودية عن قرب خلال لقاء مع رائدات أعمال سعوديات ناقشت معهن التحديات والرؤى المستقبلية. في خضم الأحداث والوقائع السياسية التي يتخبط بها النظام السعودي، جاء هذا القرار وما تبعه من تداعيات وتطورات ليلهي الشعب السعودي برمته عن حقيقة ما تتعرض له حكومتهم من انتكاسات سياسية جعلتهم في مأزق صعب الخروج منه، وكأنهم أرادوا بهذا القرار إشغال الناس عن واقعهم، فأصبحت القضية قضية رأي عام في المجتمع السعودي. لم يعد خافيا على كل متابع الأوضاع المنحدرة التي تعانيها السعودية داخليا وخارجيا منذ اعتلاء الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود العرش عام 2015، حيث لم يحدث أن واجهت السعودية هذا الكم من المشاكل الخارجية والداخلية التي تهدد عرش ملوكها الذين استملكوا البلاد وأسسوا بنيانهم منذ أكثر من مائة عام، ووصل بهم الحال إلى الدخول في دهاليز السياسة القذرة التي لامست المزاج العام للسعوديين، ما ينذر بوضع قد يتطور إلى اضطرابات داخلية لا تحمد عقباها. لا يمكن لكل متابع لتصاعد التخبط السعودي على الساحة المحلية والإقليمية والدولية، إلا ويقر بأن النظام السعودي بحاجة ماسة إلى الإصلاح وإعادة ترتيب العلاقات مع الدول الأساسية في المنطقة، فهناك شكاوى متصاعدة من منظمة العفو الدولية وغيرها من الوضع الكارثي لحقوق الإنسان في المملكة، وزاد من التأزم ترحيب منظمات العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش والمرصد الأورومتوسطي بقرار مجلس حقوق الإنسان بشأن اليمن، ووصف القرار بأنه يشكل نجاحا محققا. أما القضية الأكثر تفاعلا ،هي ذلك الحصار الجائر الذي اتخذته السعودية بالتحديد ضد دولة قطر، مما شكل شوكة غرزت في جسدها دون أن تتوقعه، فأصبحت هي وشركاتها وشركاؤها هم الخاسر الأكبر، ولدى اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بدولة قطر ملفات تدين النظام السعودي لتجاوزات واختراقات أقيمت ضدها ومعروضة على منظمات دولية وإقليمية، وتتدارسها مؤسسات إعلامية ومراكز بحوث وخبراء ومجموعة من المقررين الخواص في منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية. ولأن السعوديون إخوة لنا وجيران تربطنا بهم أواصر قربى ودين وتاريخ مشترك، فإننا نشاركهم الغصة التي يعيشونها في المرحلة الجارية على المستوى العالمي ولم تحقق نجاحا يذكر في الصراع على النفوذ مع إيران ولم تفلح نفوذها من عزل إيران دوليا، فعمليا لإيران الكلمة في العراق ولبنان وإلى حد ما في سوريا واليمن أيضا. نحن لا نحمل الشعوب تبعات الخلافات السياسية كما قالها أميرنا المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في إشارة منه للأضرار الشخصية التي تعرض لها القطريون والإماراتيون والسعوديون ممن كانوا في حراك اجتماعي اقتصادي مشترك، وهذا سر التهويل الذي صاحب قرار سياقة المرأة السعودية للسيارة، متعمدين إشغال الشعب لإخفاء ما تسير عليه الأوضاع الداخلية من رعب جراء الاعتقالات التي تنتهجها الحكومة السعودية بحق الدعاة ورجال الدين. كل هذا وذاك من أجل إتاحة الفرصة لولي العهد محمد بن سلمان لبسط نفوذه داخل الأراضي السعودية. وسلامتكم