18 سبتمبر 2025
تسجيلتتسارع الخطى الدولية لإيجاد حلول للتقلبات المناخية التي اجتاحت مناطق عديدة من العالم، وبرزت على السطح قضايا ملحة مثل البطالة والنزاعات السياسية ونزوح اللاجئين والفارين من الحروب فاقمت من ثورة البيئة على البشر، فإذا عولجت ستعمل على التقليل من حدة التغير المناخي. وبلا شك، فإنّ الصراعات الساخنة واستخدام الدول أسلحة ومعدات حربية متطورة، ذات عوادم ضارة على البيئة، إضافة إلى مخلفات الحروب التي حصدت الأخضر واليابس، أضرت بالإنتاج البيئي والزراعي والمائي.ورغم سريان اتفاق دولي وقعت عليه حوالي 171 دولة في باريس، وسميّ اتفاق المناخ لتسريع البدء بحلول عملية للحد من تفاقم التقلبات المناخية، إلا أن الأزمات السياسية في الكثير من الدول حالت دون الوصول إلى نتائج مناسبة، بل لا يزال عالمنا يعاني من تأثيرات سلبية كثيرة بسبب المناخ لعل أبرزها انتشار الفيروسات والأوبئة والأمراض الفتاكة، وضعف مظاهر الحيوية في المكونات البيئية من أنهار وجبال وأراض زراعية ومساحات خضراء.فقد عملت الأزمات المالية والصناعية والاجتماعية في دول العالم على تراجع أداء الحكومات في البدء بخطى عملية لمعالجة مشكلات الاحترار المناخي، وذوبان الجليد، وزحف التربة والتصحر، والأعاصير المدارية، وثورات البراكين والزلازل إضافة إلى الجفاف الشديد وتغير درجات الحرارة.فقد توقع تقرير اتفاق باريس أنّ تفقد قارة إفريقيا أراضيها الخصبة، مما سيؤدي ذلك إلى تراجع الإنتاج النباتي والزراعي والحيواني والسمكي، وسينتج عن ذلك زيادة المساحات القاحلة في إفريقيا، وتوقع أن تنعدم المياه العذبة في قارة آسيا، وأن تفتك الانهيارات الجبلية والجليدية والحرائق بالتجمعات السكانية في قارة أوروبا.وسينجم عن النتائج الكارثية للتقلبات المناخية إذا بقيت بلا حلول قابلة للتطبيق، اختفاء أو انقراض التنوع الحيوي للنبات والحيوان، وسيتبعها خسائر بالمليارات للصناعات القائمة على طاقات الكهرباء والمياه والأنهار.فقد شهدت أستراليا مؤخرًا عواصف مدمرة، وانتشار حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية التي حصدت آلاف المساحات الزراعية، وثورة البراكين في إندونيسيا، وأعاصير الصين وتايوان، وحرائق الغابات في إسبانيا، والحرارة الشديدة في منطقة الشرق الأوسط، وذوبان مساحات جليدية في القارتين الشمالية والجنوبية.ومعالجة نتائج التغير المناخي يكلف الدول مليارات الدولارات، وهي موازنات باهظة أكثر مما تكلفه النهوض بالبيئة أو توفير الحماية لها، وهذا ما توقعته تقارير دولية أنه بحلول 2050 سينجم عن تباطؤ حلول البيئة خسائر بالمليارات في النواتج الزراعية والحيوانية والبيئية.واليوم ارتبطت حلول المناخ بالتوترات السياسية في مناطق ساخنة من عالمنا، وباتت الخطى الأولية تعتمد على تكتلات متناحرة، ولم تعد معالجات المناخ تتطلب تقليص فجوات البيئات، إنما ترتبط بموازنات دولية.وفي الوقت الذي تطالب فيه الدول بضرورة حث الجهود على إيجاد آليات للحد من تدهور البيئة، فإنها في الجانب الآخر تعمل على زيادة إنتاجها من الطاقة والمصانع والمعدات، وبالتالي ترتفع معها حدة الصراعات التي تنعكس سلبًا على مقدرات الطبيعة، فالحلول تراوح مكانها وتحتاج إلى اتفاق دولي جاد أكثر منه جهود فاعلة.