17 سبتمبر 2025

تسجيل

معوقات التعليم الجامعي

02 أكتوبر 2016

مستوى التعليم الجامعي – في هذه الفترة – تعتريه العديد من المعوقات، التي تحول دون وصولنا إلى الطموح المنشود في تحصيل طلبتنا وطالباتنا؛ قد تكون الجامعات أو الكليات غير مسؤولة عنها، بقدر ما هي راجعة إلى البيئة التعليمية التي نشأ فيها الطالب، وأيضًا إلى البيئة الاجتماعية والسلوكية التي يعيشها الطالب. ورغم تعدد لجان إصلاح التعليم وتطويره، وكثرة المؤتمرات والندوات حول إنقاذ التعليم مما هو فيه، إلا أن المعوقات ما زالت سائدة، ولربما تتفاقم مع ازدياد وسائل التسلية وبروز أنماط سلوكية تستهل وقت الطالب وتفكيره. ومن جملة المعوقات التي يجب أن تساهم الأسرة في تذليلها، ما يلي:1- تواضع تحصيل الطالب في مستوى ما قبل المرحلة الجامعية، وذلك راجع لـ"تأريخ" تعليمي سابق، أثَّرَ على ذلك التحصيل، وهذا موضوع طويل. ونتج عن ذلك: اعتماد الطالب على الحفظ، دون أن يعي أنه يجب أن يكون مشاركًا في العملية التعليمية، وليس متلقيًا سلبيًا لها. وكذلك ضيق أفق الطالب فيما يتعلق بالثقافة العامة المتعلقة بحياة وتاريخ الأمة العربية وتراثها الحضاري، ناهيك عن الضعف الواضح في اللغة العربية (قراءة وكتابة)، لأن عملية الحفظ التي تعوّد عليها الطالب قد أثّرت على مستواه في التعبير أو التفكير أو سلامة كتابة الموضوع المطلوب. لذا لا نستغرب أن يكتب الطالب كلمات مثل: (لاكن، المسئلة، شركت القاز، خريطت العالم، شكرن لكم، ملاحضته.. وغيرها من الكلمات والتعبيرات التي لا تناسب المرحلة الجامعية التي يدرس فيها الطالب. كما يتأفف كثير من الطلاب من الامتحانات التي تستوجب إجابات ذات صفة مقالية/ إنشائية، ويفضلون أسلوب (صح/ خطأ)، وهذا يصبُّ في تواضع اللغة لديهم.2- تضارب أوقات الحضور للحصص مع دوام بعض الطلبة والطالبات الذين يعملون في وظائف، وهذا يسبب التأخير أو الغياب المتكرر.3- لأدوات التواصل الاجتماعي، واللغة "المُكسّرة" التي تُستخدم فيها، دور كبير في إنهاك الطالب ليلًا، وحضوره الفصل الدراسي مرهقًا، ما لا يُتيح له المشاركة الفعالة في الفصل. بل إن بعضهم – نظرًا لإدمانه على الهاتف – ينقر على شاشة الهاتف داخل الفصل رغم تحذيرات المدرس المتكررة له. كما أن تلك اللغة تؤكد الأخطاء التي يكررها الطالب، وهذا يساهم في ضعف لغته.4- مراجعة الطالب للدروس أيام الامتحانات فقط، وهذا يسبب له الإرباك وعدم التركيز وسوء استغلال الوقت لاستيعاب الدروس أولًا بأول.5- طلب العديد من الطلبة لملخصات مختصرة جدًا، بهدف الحفظ السريع، ما لا يؤهلهم لقراءة كتاب المادة والاستفادة من المعلومات الثرية في الكتاب؛ إذ لو جاء سؤال في الامتحان من الكتاب، لم يتضمنه الملخص، فلن يتمكن الطالب من الإجابة عليه.6- البيئة التي يعيش فيها الطالب، في الأغلب، تساهم في انجذاب الطالب لوسائل التواصل وبرامج الكمبيوتر المتعددة، حتى ساعات متأخرة من الليل، وذلك يُلهيه عن الدراسة المُركزة والمتعمقة.7- عدم مشاركة العديد من الطلاب في النشاطات التي توفرها الجامعات والكليات، مثل يوم اللغة العربية، والمعرض السنوي.. وغيرهما، وشيوع مقولة (إذا لم نحصل على درجات عن تلك المشاركة، فلن نشارك فيها)، وهذا موضوع يحتاج إلى بحث، لتعويد الطلاب على المبادرة والمشاركة الإيجابية، ليس في رحاب الكلية فحسب، بل في الحياة عمومًا.8- مشاركة الأسرة في العملية التعليمية أمر مهم، وذلك عبر اقتراح تخصيص وقت للمذاكرة لأبنائهم وبناتهم، وأيضًا اعتماد وقت لـ"حظر" استخدام الهاتف، إذ لا يمكن أن تنجح المذاكرة والهاتف لا يتوقف عن الرنين!9- عدم تشجُّع بعض الطلبة والطالبات لبرامج الإثراء الثقافي، وتحصيل معلومات خارج المنهج، وينتج عن ذلك محدودية أفق الطالب في المعلومات العامة.10- من المثير أن حوالي 90% من الطالبات لا يشاهدن تلفزيون قطر ولا يستمعن إلى الإذاعة، إلا في شهر رمضان!؟ ولقد قمتُ بعمل استبيان حول هذا الموضوع سابقًا. وهذا يؤكد تعلق الكثيرين بالواقع الافتراضي، الذي يفصلهم عن الواقع العام الذي يجب أن يتعرفوا عليه، كي يستوعبوا اتجاهات وقضايا مجتمعهم وأمتهم العربية.11- للإعلام ووسائل التواصل دور مهم في تأصيل عادة التحصيل لدى الطلبة والطالبات، ولابد من تخصيص برامج جاذبة وشيقة لجذب الطلبة والطالبات لقضايا التحصيل العلمي والإثراء الثقافي، ومحاولة وصل هيئات التعليم بالهيئات العامة ضمن برامج خدمة المجتمع.وبعد، فهذه ملاحظات عابرة عنّت، بمناسبة بدء فصل دراسي جديد؛ ونتمنى النجاح لجميع طلابنا وطالباتنا، وأن تُعاضدهم في ذلك أُسرهُم، لكسب المزيد من العلوم والمعارف، وبما يؤهلهم جيدًا لخدمة وطنهم العزيز.