03 نوفمبر 2025

تسجيل

شبابنا والحوادث.. إلى متى؟!

02 أكتوبر 2014

عزاؤنا، لكل أسرة فقدت ابنا عزيزا، في حوادث المركبات، ونسأل الله أن يرحمهم ويسكنهم فسيح جناته، وأن يحفظ شباب المسلمين جميعا من كل سوء. الحديث عن الحوادث المميتة حديث مؤلم موجع؛ فليس هناك ما هو أثمن وأهم من الشباب في كل مجتمع، فهم عماد الأمم وأساس البناء وركيزة الإنجازات الكبرى في كافة المجالات. وكم هو محزن ومثير للأسى والحرقة أن تتوالى الأنباء عن حوادث فاجعة يذهب ضحيتها شباب في مقتبل العمر وعز الفتوة والعطاء، يتساقطون صرعى براً وبحراً. وكلما حان موعد الإجازات الأسبوعية واقتربت مواسم الأعياد والتخييم، عكرت صفوها احتمالات مرعبة فظيعة ونحن نسترجع مشاهد تشييع جنازة شاب بهي الطلعة غضيضا، يحمل إلى المقابر ليوارى الثرى، فيعود أهله وأحبابه محزونين تغص بالعبرات حناجرهم وتجيش بالحرقة صدورهم، ولك أن تتصور كيف يكون الحال بآباء وأمهات كانوا يعقدون الآمال والطموحات الجميلة على هؤلاء الفتية والشباب، فإذا بهم منطرحون أمامهم جثثا هامدة. كم تمنيت أن نمتلك من وسائل التأثير والإقناع ما نثني به شبابنا عن مجرد التفكير في رحلة برية أو بحرية؛ لما قد يقع نتيجة نزواتهم الجامحة من حوادث ومصائب خطيرة مروعة، ويا حسرة لما نعانيه من فقدان شبابنا، فلا يكاد يمر أسبوع إلا ونفجع بضحية منهم يقضون جراء تلك الحوادث في مجتمع يمثلون أكبر فئاته، وكيف نضمن المحافظة على هذه المزية، و شبابنا يلقون بأيديهم إلى التهلكة ويتهافتون على حلبات الموت كالفراش المتساقط في وهج النار، بل إن ذلك يعد نوعا من الانتحار، عياذا بالله! آخذين في الاعتبارعدد السكان المواطنين بالذات. لقد أصبح التهور والمخاطرة بالنفس والمركبات ظاهرة مستفحلة يجسدها استهتار وانفلات وتجاوز لقوانين الأمن والسلامة ، في ظل تقصير أولياء الأمور وسهولة امتلاك وقيادة المركبات والتراخي في تطبيق الإجراءات العقابية الرادعة. لقد انتقلت الحوادث إلى عرض البحر، حيث يتلاعب الشباب أو تتلاعب بهم (السكوترات)، بينما (البطابط) رباعية وثلاثية العجلات قرب الشواطئ وحتى وسط الأحياء. في فوضى استدعاء الموت، وأقل أضرارها تقوسات الظهر واضطراب الأعصاب واختلال الدماغ نتيجة ما تحدثه من ارتجاجات عنيفة، وخاصة مع إهمال التقيد بوسائل الأمن والسلامة، أما إتلاف المال والممتلكات العامة فحدث ولا حرج!. ورغم ما يثيره شبابنا من سخط وعصبية، فإننا نشفق عليهم من مغريات الاندفاع والرغبة في التحدي بينهم، عندما يخرجون من بيوتهم ليفتح الموت الزؤام ذراعيه لهم في البر والبحر. ومن هنا يجب أن نتحمل مسؤوليتنا كاملة أمام الله ثم أنفسنا في وقاية شبابنا الناهض والمحافظة عليهم من أخطار الحوادث المدمرة، وأن نشكر نعمة الله علينا باستخدام وسائل النقل فيما ينفعنا، والترويح عن النفس بطريقة سليمة آمنة، قبل أن تنقلب النعمة نقمة، ولا بد من احتواء هؤلاء الشباب في أنشطة محببة إلى نفوسهم، وملء الفراغ الروحي والعاطفي عندهم، وتقوية الإيمان بالله في نفوسهم بالندوات والمحاضرات المكثفة، والتركيزعلى التعليم المهاري بتوظيف القدرات والمواهب في أعمال نا فعة منتجة، يشعرون معها بأهميتهم ودورهم الفعال في المجتمع وإكسابهم صنعة تشغلهم عن الوقوع في مخاطر الحوادث، ونسأل الله أن يحفظهم وأن يسعدنا وإياهم في عيدنا هذا وكل الأوقات، بعيدا عن المصائب والمهلكات. تنبيهات عاجلة * يقول العميد الخرجي (مدير المرور والدوريات) في أحد لقاءاته التوعوية المهمة للإذاعة: إن السرعة أم الحوادث، كما أن الخمر أم الخبائث - أجلّكم الله - ويؤكد أبو سعد: أنه ما من حادث إلا وللسرعة دورٌ فيه. توصيف خبير جدير بالاهتمام. * شاع على ألسنة كثير من الوعاظ والدعاة اختصار الأحاديث النبوية الشريفة عندما يقولون: ورد في حديث فلان الصحابي ، فينسبون الحديث للراوي، وهذا غير صحيح بل يثير اللبس، والصواب أن يقولوا جاء في الحديث الذي رواه فلان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: كذا وكذا، ندعو إلى تحري الدقة، حتى نحمي أجيالنا القادمة من ذلك الالتباس، وتأثيراته على عقيدتهم الراسخة.