16 سبتمبر 2025
تسجيليبدو أن حِنكة وحِكمة السياسة القطرية تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية تُشكّل إزعاجاً وتوتراً لدى بعض الدول، التي تعاني من عقدة النقص لديها، وكيف أن هذه الدولة الصغيرة استطاعت أن تصنع المبادرات، وتجعل السلام يحلُّ على كثير من دول العالم، حتى أصبحت عاملاً مهماً ورقماً صعباً في إستتباب السلم والعدل في المنطقة والعالم. ورغم أن الدول التي لا يحلو لها هذا الأمر ليس لها أي دور سياسي وإنساني فعال، تجاه العديد من القضايا التي تحدث في مناطق الصراعات والحروب، إلا أنها في نفس الوقت لا يعجبها ما تقوم به قطر من مبادرات، وإنهاء للعديد من الأزمات، وتحسبها بأنها تقوم بدور أكبر منها بالرغم من أنها حققت نجاحات كبيرة، في تحقيق المصالحة بين الدول والشعوب المتناحرة، وأسهمت في صنع مبادرات إنسانية أنقذت حياة الملايين من البشر!! إذن فلنتفق على أن السياسة القطرية أصبحت ماركة مسجلة تتهافت عليها دول العالم المتحضر، لإشراكها في نشر السلام والعدل في أرجاء المعمورة، وبأن هذه السياسة الإنسانية العميقة، تتأصل من مبادئها وقيمها التي استمدتها من دينها الحنيف، وأصالتها وتاريخها الزاهر. وقد جاءت كلمة سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية الذي ألقاها بكلية وودرو ويلسون بجامعة برنستون في ولاية نيوجيرسي الأمريكية، واضحة ومخرسة للألسن، التي تدّعي أن قطر تدفع الفديات لإنقاذ أرواح الأبرياء، وبأن هذا الأسلوب لا تتبعه قطر بتاتاً وليس من قيمها، ولا أخلاقها أن تتعامل مع هذه القضايا بسرية تامة أو عبر الأبواب الخلفية. وضرب سعادة الوزير مثلاً لمثل طبيعة هذه الوساطات التي تقوم بها قطر لإنقاذ أرواح الأبرياء، عندما عزمت على التوسط للإفراج عن الجنود الفيجيين الذين تم أسرهم في منطقة الجولان، وكانت الحكومة الفيجية تعمل بشكل وثيق مع قطر، وشاهَدوا الخطوات والتحركات التي تمت حتى تم إطلاق سراح جميع جنودها. من الواضح أن النجاحات التي حققتها السياسة القطرية تقضُّ مضاجع كثير من الدول، وقد تكون بعض هذه الدول تربطنا بهم وشائج قربى وجوار!! ولكن عقدة النقص التي أصيبوا بها جعلتهم يهيمون على وجوههم، وأصبح لا همّ لهم إلا متابعة ما تقوم به قطر من وساطات ومبادرات إنسانية، ووضع العراقيل والشبهات حولها لغاية في نفوسهم، لا تعبر إلا عن معادنهم الحقيقية!! فاصلة أخيرة أعجبتني جملة ذكرها سعادة الدكتور خالد العطية في كلمته في جامعة برنستون، وجدتها معبرة جداً، وتحكي واقعنا كقطريين عندما قال: "فمبادئنا وقيمنا هي هي على مر الزمن، نتوارثها من جيل إلى آخر. قطر من تصنع قراراتها وهي من تشقّ دربها".