08 أكتوبر 2025
تسجيلحسمت قضية تعليم المرأة في قطر منذ بداية مراحل التعليم النظامي مع بدايات النصف الاول من القرن المنصرم تقريبا، فانخرطت في تحصيل العلم في كل مراحله، وبلغت مراتب عالية فيه، ولظروف وخصوصية المرحلة فقد انحصر دورها في سوق العمل على قطاعي التدريس والطب، فتفوقت فيهما وبرزت اسماء سجلن تاريخهن باحرف من نور، وكن رائدات وسببا في تشجيع اقرانهن على مواصلة التعليم ودخول سوق العمل بشجاعة وجرأة. مع منتصف العقد التاسع من القرن الماضي وضمن الدعوة بالنهوض ببناء الدولة الحديثة، توسع سوق العمل للقطريين، وشمرت سواعد الجد للمساهمة الفعلية في رفع شأن الوطن، ومنها انفتح الطريق للمرأة القطرية ايضا لتشارك شقيقها الرجل في حمل مسئولية البناء، وخرجت من قمقمها المحشورة فيه في مجالي التدريس والطب، وانطلقت تضع اقدامها في كل مجالات العمل التي لم تكن تصلها بسهولة، فانخرطت في الاعمال الادارية في البنوك والمؤسسات والدوائر الحكومية وفي القطاع الخاص ايضا مسلحة بالعلم والتدريب وتفوقت بقدراتها في كل ما اسند اليها من اعمال. حاليا ومع التطور الذي تشهده الدولة من تنام سريع في القطاع الصناعي، وما يتطلبه من مشاركة فاعلة من ابناء الوطن في الانخراط في المهن الفنية والصناعية، استقطبت المصانع الكبيرة والمتنوعة التي تزخر بها منطقة امسيعيد الصناعية مثل مصانع الحديد والصلب والبتروكيماويات والاسمنت والاسمدة وغيرها، بالاضافة الى الاعمال التخصصية في المجال التقني في قطر للبترول وقطر غاز ومعامل تكرير البترول في دخان، الشباب القطري من ذوي الشهادات التخصصية والتدريب المهني للعمل في اداراتها ووسط تلك المصانع. في اعتقادي انه آن الاوان لانخراط الفتاة القطرية ايضا في القطاع الصناعي الهام والحيوي، والتوجه لارتداء "الافرهول" للدخول في المصانع يدا بيد مع شقيقها المهندس القطري في المصانع، متسلحة بالعلم والدراسات المهنية في الهندسة وادارة الاعمال الفنية وغيرها، كي يستفاد من طاقاتها وقدراتها وابداعاتها التي تفوقت فيه في المهن الادارية داخل الحوائط الاسمنتية.. لقد آن الاوان بان تثبت الفتاة القطرية العصرية قدرتها وثقتها بنفسها في الانخراط في الاعمال المهنية، وفي الصناعات الثقيلة. نأمل ان يؤخذ الموضوع مأخذ الجد وان يبدأ القائمون على القطاع الصناعي بوضع دراسة لاستيعاب فتياتنا في مواقع العمل في المصانع الوطنية الثقيلة. وسلامتكم