12 سبتمبر 2025

تسجيل

مـرحلـة قـادمة وسنجتــازهـا بإذن الله

02 سبتمبر 2021

أكثر ما يعجبني في سياسة قطر أنها تمضي نحو أهدافها بثقة كبيرة وبخطوات ثابتة ففي الوقت الذي توقع كثيرون في الداخل ومثلهم بلا شك من الخارج والذين أعتبرهم متربصين بكل ما يخص المجتمع القطري أن تتعمد الدوحة إلى إلغاء أو تأجيل عملية الانتخابات القادمة لمجلس الشورى الجديد والذي سيقوم في معظمه على التصويت لا التعيين إثر الزوبعة الصغيرة التي حدثت في قطر مؤخرا وكانت عرضة للتأويل والتهويل والمبالغة والتأليف والاصطياد النتن في المياه العكرة لكن قطر بقيادتها وولاء شعبها وثقتهم الكبيرة بهذه القيادة التي حملت دولا رغم عظم مساحتها وكبر أقاليمها وشدة نزاعاتها وتعقيد أوجه خلافاتها على الجلوس على طاولة الحوار والتفاوض على جوانب الخلاف وتوقيع معاهدات الصلح وعقود الاتفاق كانت قادرة وبكل يسر وسهولة وبفضل من الله عز وجل أولا ثم بفضل الاستنارة التي تتميز بها القيادة على وأد شرارة الفتنة التي أراد البعض تغذيتها من نار أحقادهم على قطر كما ينعق الناعقون من خارج حدودها وهم في مأمن من العقاب الذي يناسب محاولاتهم المستميتة لإثارة العنصرية والقبلية في مجتمع آمن وهادئ ولطالما عُرف بالتآلف بين جميع أطيافه ونسيجه القبلي ووقوفه وقفة الرجل الواحد أمام محاولات كثيرة في زرع الفُرقة في داخله واليوم يتمثل كل هذا في تقدم 294 مرشحا ومرشحة يمثلون معظم قبائل قطر ومن خيرة ممثليها ومنتسبيها للتنافس فيما بينهم على الفوز بمقاعد المجلس والقيام بعملية التصويت والانتخاب الذي حُدد له تاريخ الثاني من أكتوبر القادم من العام الجاري، بمشيئة الله، في أول مشاركة شعبية تُحسب لقطر الساعية بكل جهودها وخططها لإيصال الصوت القطري الواعي على المنصات المسموعة في محيط المجتمع والمحاولة الجادة لحل همومه المجتمعية الطارئة والتي حاول كثيرون التشكيك بمقدرتها في اجتياز آثار هذه الزوبعة التي ما كان لها أن تطرأ لولا اتخاذ آلية خاطئة في التعبير عن رفض قانون الانتخابات الذي، كما قلنا سابقا، كان يمكن التعديل فيه أو التوضيح أو التفصيل أو حتى الإلغاء لو تم الاعتراض عليه بصورة حضارية وقانونية وليس كما ظهر وفتح علينا جبهات معادية تغذيها ألسنة أشباه الشعراء الذين تبعهم الغاوون ومن لا يفقهون ما يقولونه ولا يفعلون ما يجب أن يفهموه للأسف. مرحلة قادمة وقريبة سوف يشعر بها كل أهل قطر، بل سوف يعيشونها وسيرى العالم القريب من قطر والبعيد كيف هي قطر التي أتاحت لمواطنيها أن يكونوا جزءا من بناء هذا المجتمع الذي لم يفرق أبدا بين أبناء نسيجه القبلي والمجتمعي ولم يرض أن يتغذى الغربان المتعطشون لفتنة فيه من أن يقتاتوا من وراء مثل هذه الزوبعة التي حين انتهت في محيطها الصغير اندثروا هم معها ولم يعد فيها سوى من ينعق من الخارج وقد أصابته خيبة أمل في أن يبث نار الفرقة من خلال مقاطعه الحية التي يبثها وهو هارب كالجبان وهو يعلم أكثر مما يعلم غيره بأن الشعب الذي وقف في أكبر أزمة مرت بالبلاد والقيادة والمتمثلة بأزمة حصار قطر لا يمكن أن يسمح أبداً بأن تؤثر زوبعة في فنجان في محيطه وثوابته وقيمه التي يؤمن بها، لذا خبتم وخابت مساعيكم وعاشت قطر وأهلها. [email protected] @ebtesam777