10 سبتمبر 2025
تسجيلحتى يشعر الإسرائيليون بالأمان: (الإمارات تعتزم تعديل مناهجها الدراسية وتغيير خطابها الديني حتى يشعر الإسرائيلي بالأمان والانتماء وأنه بات عضوا مقبولا اجتماعيا وإنسانيا في المنطقة)، وجاء هذا الإعلان على لسان علي النعيمي عضو المجلس الوطني الإماراتي الذي قدم مقترحا بما يتناسب مع ما آلت إليه العلاقات الإماراتية الإسرائيلية، لا سيما بعد الزيارة الأخيرة للوفد الإسرائيلي الأمريكي المشترك، كما أردف النعيمي بأن تطبيع بلاده مع الكيان الإسرائيلي لاقى ترحيبا خليجيا وعربيا ما عدا قطر، ورفضا إقليميا من تركيا وإيران، وأنه حان الوقت لأن يتغير النهج التعليمي والإعلامي من جهة إسرائيل التي بات تواجدها أمرا واقعيا، ولا يمكن لأحد إنكاره حتى الفلسطينيين أنفسهم الذين لم يدركوا بعد أن تطبيع بلاده مع الإسرائيليين هو في الواقع لصالح قضيتهم، وليس ضدها كما يروج أعداء السلام على حد قوله. إذا كنتم مثلي تستغربون للقفزة المكوكية التي قفز إليها التطبيع الإماراتي الإسرائيلي في الانفتاح الكامل، والكرم الزائد الذي تغدقه مؤسسات أبوظبي على إسرائيل لتسهيل هذه العلاقات، فإنني لن أطالب أيا منكم بتفسير هذه الأمور الغريبة لي، أما إذا كان لأحدكم تفسير فلا يبخل علي به، لأنني فعلا أرى الأمور تتعاظم في الإمارات من حيث العروض الفندقية الميسرة للسياح الإسرائيليين، وعروض التذاكر المخفضة من وإلى إسرائيل، بالإضافة إلى تسهيلات أمنية لدخولهم من المطارات الإماراتية، ومحاولة أبوظبي الحثيثة لإسباغ صفة الشرعية على هذا التطبيع الذي أنكره الفلسطينيون أنفسهم، والذين جعلتهم الإمارات مسوغا للتطبيع مع إسرائيل وأنه إنما كان لصالح وقف أراضي الضفة الغربية، لكن في المقابل لم تهرول الإمارات عبثا لا سيما وأنها روجت في بادئ الأمر لعلمانية بعض الدول الخليجية وأهمها السعودية، التي انجرفت كثيرا في التيار الإماراتي، وباتت مثل التابعة التي لا يمكن أن تخفى تبعيتها لإمارة أبوظبي، حتى في سياستها الداخلية التي يغلب عليها أفكار محمد بن زايد أكثر مما يبدو عليه أنه إجراء من الملك سلمان أو حتى من بنات أفكار نجله المتهور محمد بن سلمان، الذي بلغ بالأمس عامه الخامس والثلاثين وسط رفض شعبي واسع لوجوده على رأس الحكم السعودي، خصوصا وأن سياسته التي وصلت لتهجير فئات كبيرة من الشعب السعودي من أراضيهم وبيوتهم تشبه إلى حد كبير ما يفعله الإسرائيليون مع أراضي وبيوت الفلسطينيين، ولا يمكن أن تكون هناك فروق بين السياستين التي تصل كل منهما إلى ظلم سيولد انفجارا وهو ما بدا عليه هؤلاء السعوديون المهجرون من قيامهم بمظاهرة محدودة على أطراف قراهم الذين باتوا مضطرين للخروج منها، لتحقيق حلم بن سلمان فيما يسمى مشروع نيوم، الذي هو أحد مسكنات ولي العهد السعودي للشباب الذين يعانون من بطالة كبيرة في بلاده، بأنهم سيجدون في هذا المشروع الضخم ما يفتقدونه من الحاجة والمال والعيش الرغيد، وما أكثر من يصدق هذه النكتة التي تبدو في مجملها من تخطيط إماراتي في إشغال الداخل السعودي عما تقوم به حكومته خارجيا، والتي تتجه فعلا للتطبيع مع إسرائيل بعد الابتسامة الصفراء التي بدا عليها مستشار وصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر وهو يستمع ويستمتع لما أعلن عنه قائد الطائرة الإسرائيلية، والتي أقلت وفدا أمريكيا إسرائيليا مشتركا مؤخرا إلى الإمارات في سماح السلطات السعودية بعبور طائرتهم أجواءها المفتوحة، ولتختصر مسافة الطيران وتتقلص ساعات السفر من 7 ساعات إلى 3 ساعات فقط، في إشارة واضحة إلى أن خطة كوشنر، وهو عراب العلاقات الخليجية الإسرائيلية، تسير بنجاح لتكون الرياض ثاني المطبعين الرسميين إن لم تسبقها البحرين، التي عادة ما تكون الطعم الأول الذي يختبر المحمدان ردود فعل الشعوب الخليجية والعربية فيما يخص التودد إلى إسرائيل أو حتى ممارسة سياسات قمعية ضد بعض الدول، كما كان الأمر مع قطر ولذا فالأيام لا تبدو عقيمة من الأحداث التي ستجعلنا جميعا نتساءل هل نحن فعلا دول مستقلة السيادة والفكر؟!. [email protected] @ebtesam777