07 أكتوبر 2025

تسجيل

عندما تتحرش الحكومة!

02 سبتمبر 2020

ارتبط مفهوم التحرش في الذهنية العربية عامة بالتعدي الجسدي، لكنه في الحقيقة يحتمل معاني عدة، حيث إنه يثير المشاعر ويدفعها نحو التأفف والاشمئزاز؛ لأنه فعل ضد التوقعات وضد ما تمليه الفطرة السليمة. يتوقع من الإنسان أياً كان منصبه أو وظيفته أن يتصرف ضمن نطاق أخلاقي معين متعارف به داخل المجتمع، يبدأ التحرش عندما يحدث العكس تماماً ويصل إلى ذروته حينما يكون ضد الجنس الآخر، ولكن كيف تتحرش الحكومة؟. نطاقا التحرش هنا هما الحكومة والمواطن، يتوقع المواطن من الحكومة أداء يرتقي إلى مستوى المواطنة دائماً، فإذا أخلت الحكومة بهذا المستوى دخلت ضمن مفهوم التحرش بالمواطن. عندما تضع الحكومة مؤشرات وملصقات توجه من خلالها المواطن إلى الالتزام بدوره في المجتمع، ثم لا يرتقي أداؤها إلى مستوى شعاراتها يصبح المواطن في وضع المتحرش به، وعليه أن يدافع عن نفسه ويرفع صوته ويبدي استغرابه. عندما تضع بعض الجهات والمؤسسات شعار "قطر تستحق الأفضل" ثم نجد أن أداءها لا يرتقي إلى مستوى الأفضل في حد ذاته. كنت أتمنى أن تطبق الحكومة هذا الشعار الجميل أفضل تطبيق، فعندما ترفع هذا الشعار على مشاريعها الكبيرة من شوارع وطرقات ومبان ثم لا تحتمل هذه المشاريع وهذه الطرقات ساعة واحدة من مطر منهمر حتى تصبح برك السباحة بالمجان بدلاً من الشوارع، يصبح شعارها "المواطن يستحق التحرش" وليس الأفضل عندما تضع إدارة المرور الرادارات المخفية والمتحركة اصطياداً في ماء عكر لترفع من إيراداتها هنا تتحرش الحكومة بالمواطن. عندما تغيب الشفافية يبدأ التحرش في الظهور، المواطن صادق ويُصدق دائماً ما تقوله حكومته، لكن ينتهي الأمر غالباً بأنه يقع فريسة لتحرشها أكثر من كونه هدفاً للتنمية. أين شعار قطر تستحق الأفضل، ولماذا لم يُطبق بالشكل الصحيح والمأمول؟. أليس هذا هو قمة التحرش بالمواطن؟، أن يكون هدفاً وضحية في نفس الوقت، أليس عدم وجود غرفة لمواطن مريض في مستشفى حمد تحرشاً بالمواطن؟، أليس عدم وجود مواقف للمراجعين أمام مؤسسة حكومية حيوية تحرشاً بالمواطن؟. عندما يخرج المواطن من منزله صباحاً يبدأ مشوار "قطر تستحق الأفضل" معه طوال الطريق، ويبدأ معه أيضاً مستوى التحرش به بالارتفاع شيئاً فشيئاً حتى يعود إلى بيته وهذه قصة أخرى تستحق شعاراً آخر هو: "المواطن يستحق من حكومته الأفضل". [email protected]