07 أكتوبر 2025

تسجيل

الإغراق بالمعلومات

02 سبتمبر 2020

عندما تفتح التلفزيون، فستجد مئات القنوات الجيدة والممتعة، فتحتار وتظل تقلب القنوات ربما لعدة ساعات وأنت لا تعرف على ماذا ستستقر، حتى تصل لمرحلة التخمة وتظل ممسكاً بجهاز التحكم لا تفعل شيئاً سوى تقليب القنوات. نفس الأمر سيتكرر عند دخولك لشبكات التواصل الاجتماعي، فهناك الكثير من المعلومات والأخبار والمشاركات المثيرة والجيدة والجديرة بالمتابعة، والتي ستجعلك تحدق في الشاشة الصغيرة لساعات طويلة. أصبح الإغراق بالمعلومات Information Overload هو سمة عصرنا الحالي (عصر المعلومات!)، ولكن المشكلة أن عقولنا لا تستطيع مواكبة واستيعاب هذا الحجم المتضخم من المعلومات، مما يجعلك غير قادر على الاستفادة منها، بل ولا حتى تذكرها. تماماً مثلما يحدث مع ذلك المدير الذي يأتي له الموظف بكومة من الأوراق لتوقيعها، وقد يدس بها بعض الأوراق المخالفة، لعلمه بأن المدير لن يجد الوقت الكافي لتمييزها. في كل دقيقة يُغرق الناس تويتر بحوالي ٢٠٠ ألف تغريدة، ويرفعون ٣٠٠ ساعة فيديو على موقع يوتيوب. لذلك هوّن على نفسك، فلن تستطيع أبداً الاطلاع على كل شيء، وبالتأكيد سيفوتك الكثير من الأحداث والنقاشات، وعليك ألا تشعر بأنك غير مطلع أو غير متابع للأحداث، فهذا أمر يستحيل على أي شخص تحقيقه، بل إن بعض الحكومات تستخدم حالياً طريقة الإغراق بالأخبار المفبركة والمتضادة كطريقة فعالة لطمس الحقائق. ولو توهمت بأنك قادر على المتابعة والسيطرة على تدفق سيل المعلومات، فإن ذلك سيدخلك في دوامة من التوتر المستمر، وستمضي الساعات بلا إنتاجية حقيقية، وستنسى أغلب ما اطلعت عليه في هذا السيل العارم، وهو ما يفسر تفاعل الكثيرين مع الأخبار والمقاطع القديمة التي شاهدوها سابقاً. لذلك حدد وقتاً للاطلاع على عدد محدود من المصادر، واحذر من الانزلاق والغرق في المعلومات. Twitter: @khalid606 [email protected]