10 سبتمبر 2025

تسجيل

صباح الأحد وفراق العروس

02 سبتمبر 2018

اليوم ونحن نلتقى من جديد عبر أول صباحات الأحد أستذكر معكم بدايات صباح الأحد عقد كامل من الزمن اكتمل منذ انتظامى بكتابة عمودى الأسبوعى "صباح الأحد" حيث نشرت المقال الاول بتاريخ ٢٠٠٨/٥/١٨ تحت عنوان (صرخة مواطن) فشكراً للراية والشكر موصول لجريدة الشرق على اتاحة الفرصة وجعل هذا التواصل ممكناً ومستمراً معكم قرائى الأعزاء. وشكراً لوزارة الثقافة والفنون والتراث التى طبعت بعض مقالاتى فى كتاب يحمل اسم "صباح الأحد" اثناء احتفالية الدولة بالدوحة عاصمة الثقافة العربية. كتبت العديد من المقالات فى مختلف المجالات فاقت المائتى مقال ما زال البعض يتذكر بعضها إلا أن أحد هذه المقالات وكان المقال التاسع تحديداً ونشرته بتاريخ ٢٠٠٨/١٠/١٢ تحت عنوان (فرق العروس) مازال الكثيرون يذكره ويذكرونى به فلقد كان المقال قصيراً ومؤثراً كلمات صدرت من اعماق قلبى فوصلت للكثير من القلوب كتبته بعد زواج ابنتى البكر وهى الآن أم لطفلين وأسعدتنى بشعور الإحساس بالجد أسعدكم الله مع من تحبون. أعيد المقال هذا الأسبوع كما هو فراق العروس لم أكن أتصور أننى سأكون فى تلك الحالة من الحزن عندما همت طفلتى الكبيرة ابنتى البكر بمغادرة منزل العائلة بعد أن أمضت فيه 22 عاماً متوجهة إلى عش الزوجية، فقد كانت ظهيرة يوم الفراق صعبة جداً وحزينة، فبعد أن تركتنى أم العروس والعروس وأختها الصغيرة متوجهات إلى الفندق الذى سيقام فيه الزفاف انتابنى شعور غريب مزدوج بين الحزن الشديد على فراق ابنتى وشعور الفرح على نسبها الطيب وستر رب العالمين. ففى أثناء تلك اللحظات من الشعور المزدوج سرحت ورأيت السنين تمضى بسرعة ومر أمام عينى شريط الحياة وذكريات الأمس فمازالت أمام عينى صور الارتباط بأم العروس ولحظات ولادة العروس، والمدارس، والاجازات الصيفية حتى دخولها الجامعة وتخرجها، وكل ظروف التربية والحياة الجميلة التى مرت مسرعة. وحين دخلت المنزل توجهت لا شعورياً إلى غرفة العروس أناظر أشياءها ودمع عينى محتبس والعبرة تخنقني. فقد اتفقنا أنا وهى على أن تبقى بعض الأشياء وتبقى تلك الغرفة حاملة للذكريات الجميلة بينى وبين طفلتى وابنتى وصديقتى، فقد نشأت بيننا علاقة مميزة تشاركنا فى كثير من أمور الحياة إلى أن أصبح بيننا تقارب فكرى وروحي، ولكنها سنة الحياة ومراحلها الطبيعية. فلم أجد إلا الهاتف المحمول لإرسال الكلمات التالية موجهة لأم العروس: (والله وكبرنا وكبرت الطفلة معانا يا أم العروس قولى لطفلتى الثانية أخت العروس الصغيرة مريم أبوج يقول يا مريم لا تكبرين بسرعة). هنا تذكرت أن بعض الآباء يفضلون الابتعاد والسفر لتحاشى لحظات الفراق ويوم الفراق الصعب أقصد يوم الزفاف! آخر الكلام...  كل أغانى الحزن فى خاطرى جالت.. شاسمع وشاردد على فرقا حبيبي.. أودعك يا الضنى أنا وباخليك على وين يا عاشة شديتى الرحايل [email protected]