14 سبتمبر 2025
تسجيلما نعرفه أن الرياضة حضارة وصناعة وأمن واستثمار وعمل تدخل فيه الصحة والترويح وقتل الفراغ وهي في ذات الوقت حراك اجتماعي وسياسي واقتصادي ووسيلة تعريف وتقريب بين الناس والمجتمعات، هذا عندما ننظر للرياضة من خلال صورتها الحقيقية ولكن ما يشاهد اليوم أن الرياضة أصبحت عاملا يساهم في صراع بين فئات المجتمع وجعلها البعض أداة تستخدم للشتم والإسقاط والانتقاص والتهديد للكيانات والأشخاص وزرع الفتنه، بل شاهدنا من أدخل الطائفية والصراعات السياسية والمناطقية يضرب هنا وهناك برصاص الكلمة التي ألمها أشد وأقصى وذلك كله تحت قانون أن الرياضة سقف الحرية فيها أعلى وآخرون يقولون: نحن نتحدث في الرياضة ولم نتحدث في دين أو سياسة، يعالجون الخطأ بخطأ بعضهم بقصد وإصرار وآخرون يركبون الموجة وينسى من نسي أن الحرية دين وأخلاق وأمانة وأن الرياضة ميدان هو شريك مع المجتمع والدولة، فكراً وعملاً، توجهاً وهدفاً، وأن صوت الرياضة يدخل كل بيت ويتحدث لكل فرد ويؤصل ثقافة عقل ويعكس حضارة مجتمع وأن الخطاب الرياضي في الغالب من يتلقفه شباب في بدايات أعمارهم، نحن مسؤولون عن تشكيل ثقافتهم من خلال خطاب إعلامي يحفز الجوانب الإيجابية لهذه الفئة. ومع هذا كله وإن غاب الوعي بكل ذلك ولم نجد من يدافع ويحمي ويهتم ويؤصل مثل هذه الثقافة ويزرعها، فعلينا القول إنه لابد أن يُعلم أن ثقافة الصراخ والاحتجاج والاحتقان والردح ضد الآخر هي وسيلة الضعفاء والجهلة وليست وسيلة يتبعها أهل الفكر والحكمة والعمل، فالقوة أن تعمل بذكاء وتعزز مكانتك بعملك وجهدك من خلال منهجية تصل لكل ما تريد بعيداً عن البكائية في منصات يفترض أن تساهم في إظهار قدرتك من خلالها على دعم منهجية العمل التي تسير عليها نحو أهدافك. اليوم علينا أن نتعلم ممن سبقونا وأن نتعلم أكثر ممن تفوقوا علينا وعلينا أن ننظر هل انتهج من سبقونا لغة الصراخ وهل من تفوقوا علينا استخدموا ذات النهج أم كانوا أصحاب حكمة وفكر وعمل ممنهج؟ عندما نجد الإجابة الصادقة عن ذلك حينها سنعلم أننا نظلم أنفسنا بأيدينا، فعندما لا نستطيع أن نقدم عملاً، فعلينا ألا نخسر كل شيء بسوء تعاملنا مع الأحداث والأشخاص، فذلك لن يقدم سوى العداوة التي تزيد من الاحتقان ورسالتنا اليوم لكل مسؤول، كل فيما أوكل له، وكلنا مسؤولون، بأن الرياضة ليست ميداناً للعبث وليست لعباً ولهواً، فهناك من يبني ليل نهار، وعلينا ألا نهدم بناء مهماً في منظومة المجتمع، بإمكاننا أن نجعله عنصرا فعالاً في تقويمه وألا نستهين بما يحدث اليوم، فتوابعه ككرة الثلج تكبر كل يوم، دون أن نشعر، فلن نتحمل سقوطها ودحرجتها، فنسأل الله أن يقينا جهل الضعفاء ويرزقنا حكمة الأقوياء.