16 سبتمبر 2025

تسجيل

بشر للبيع

02 سبتمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أمر الحضارة البشرية عجيب وغريب. كنا نظن أنه كلما تقدّمت بالأمم الأعمار والسنون، نضج حسّها، ورشُد مقامها، وتملكت منها الإنسانية مبلغا يحفظها من الظلم والشرور والعنصرية والبغي. لكن للأسف، كل ما نظنّه أضغاث أحلام، فلا هي نضجت ولا رشُدت، بل باتت أكثر بؤسا وشروراً وانتقاماً وكراهية. فهناك الشعب السوري، الذي بات يتنقّل في رحلة نهايتها الموت، مهما تعددت طرقها وتفاصيلها. ليس ببعيد عنهم، القصص التي قرأناها وسمعناها عن اللاجئين البورميين في تايلاند، الذين هربوا من القتل والحرق والتعذيب على يد البوذيين، لتتلقفهم عصابات تجار البشر، على طول الشريط الساحلي لتايلاند. وفيات يومية، وأحوال كارثية يذوقون مرارتها البورميون هناك، بسبب أوضاع الحجز – بل قل القتل البطيء- المزرية. معاناة المهاجرين البورميين أو الروهنجيا، شبيهة بما يحدث للمهاجرين السوريين، الهاربين من جحيم إلى جحيم، ومن موت إلى موت لا يقل بشاعة عن الموت تحت لظى البراميل المتفجرة في سوريا. التقارير تشير إلى تورط أجهزة رسمية في المتاجرة بالبورميين، أما إذا ماتوا فمكانهم هو المقابر الجماعية، أو الرمي في البحر. أكثر من 8 مقابر جماعية تم اكتشافها جنوب تايلاند وقريباً من الحدود الماليزية، وبسبب تلك الأخبار يوجد أكثر من 8 آلاف مهاجر بورمي عالقون في البحر، هاربون من الموت على يد العصابات البوذية، يخشون الهبوط على الحدود التايلندية، حتى لا يختطفوا من تلك العصابات. السلطات التايلندية معترفة بما يحدث، ومن يتابع تصريحات مسؤوليها في الصحف الرسمية، يدرك أن هناك عصابات كبيرة ممتدة من بورما إلى بنجلاديش وصولا إلى تايلاند، جميعها متورطة في تهريب البشر وبيعهم كالعبيد. بعد شريط فيديو (بيع البشر) الذي قام بإصداره الدكتور حسن الحسيني بالتعاون مع جمعية عيد الخيرية بدولة قطر الشقيقة، تواصلت مع المعنيين لمعرفة تفاصيل أخرى حول الموضوع، فكانت الفواجع. الرجال يباعون بحسب قوة أجسادهم للأعمال الشاقة والمهلكة، وكذلك النساء، يبعن بحسب أشكالهن للدعارة، أما الأطفال فيساقون إلى مراكز تشرف عليها منظمات تبشيرية مسيحية. علمت أن هناك جهودا رسمية قطرية تدخلت في هذا الملف، للإفراج عن المختطفين من البورميين، ما يحدث في عالم اليوم المتوحش ضد السوريين والبورميين، بل وضد غيرهم من الأمم والشعوب المستضعفة، يثبت أن عالمنا بات ملطخا بالعار. برودكاست: عار السّخرة والعبودية، وعار الانسلاخ من الإنسانية، في القرن الواحد والعشرين. أمم تباد، ما نقموا منها إلا أنها آمنت بالله وحده، تآمر عليها الشياطين والملاعين، يجرونهم إلى أخاديد النيران، ليحرقوهم وليبيدوهم عن بكرة أبيهم. أبادوهم في الأندلس وبغداد والبوسنة وكوسوفا، أبادوهم في سوريا وبورما، ولا يزال أولئك يخرجون بربطات العنق، أسنانهم بادية، يتشدقون عن حقوق الإنسان. بؤسا لكم.. ألا لعنة الله على الظالمين.