27 أكتوبر 2025
تسجيلمازالت بعض المراكز الطبية والمستشفيات الخاصة تواصل تعمدها رفع أسعار الفحوصات والكشوفات الطبية والأشعة والعلاجات وغيرها من الأمور الطبية، إلى مبالغ مضاعفة عن المعتاد بالنسبة للمواطنين، مستغلة اموال الدولة بالمبالغة في رفع أسعار خدماتها الطبية بصورة غير منطقية، والمسئولية بالطبع تقع على الجهات الرقابية وأولها الشركة الوطنية للتأمين الصحي، التي ساهمت هي أيضاً عن طريق وضع سقف مرتفع لبعض العلاجات دون مبرر. نذكر جميعا تناول مجلس الشورى الموقر هذه القضية وتخصيصه لها جلسة عامة، لمناقشة وضع آلية للحد من استغلال العيادات الخاصة والمستشفيات بالقطاع الخاص لنظام التأمين الصحي، والحد من ارتفاع أسعار الكثير من العلاجات، وتكثيف الرقابة والمتابعة على تطبيق هذا النظام في القطاع الطبي الخاص، ودراسة ارتفاع تكاليف القطاع الطبي الخاص في نظام التأمين الصحي الجديد. القضية تحتاج الى سن عقوبات رادعة ضد المستشفيات الخاصة التي تتلاعب على حساب صحة المواطن من أجل تحقيق المزيد من الأرباح، والدولة في هذا الصدد لم تألُ جهدا لتوفير كل ما يخدم المواطن، خاصة في مجال صحته وتعليمه، فقيادتنا الرشيدة والحكومة سعت دائما إلى دعم الخدمات الصحية في الدولة، وكان النصيب الأكبر من مخصصات الموازنة العامة لقطاعيّ الصحة والتعليم، لما يمثله هذان القطاعان من أهمية بالغة للتنمية المستدامة للمجتمع. من الملاحظات التي يتفق عليها الجميع ان المستشفيات الخاصة والعيادات تضاعف عددها في الآونة الأخيرة، بعد الاعلان عن تطبيق النظام الصحي الاجتماعي للمواطنين، مما فتح باب الجشع لمزيد من الارباح لدى تلك المؤسسات الخاصة، فكثر فيها التلاعب والتحايل والبحث عن الكسب المادي واستغلال جهل بعض المواطنين بحقوقهم، في ظل غياب الرقابة على العيادات والمستشفيات الخاصة، التي تسعى لاستغلال التأمين الصحي من أجل التربح، دون وجود ضوابط وعقوبات لتلك المخالفات لردع أي مستشفى أو عيادة تتلاعب من أجل الحصول على أموال لا تستحقها. مركز الرعاية التخصصية "عناية" يعد من المراكز الأكثر تطورا والاحدث في مؤسسة حمد الطبية التي تحرص على توفير خدمات صحية آمنة ومتطورة للمجتمع، هذا المركز فريد من نوعه في دولة قطر والعالم العربي ويقوم — كما ذكر — بخدمات طبية من خلال فريق طبي وتمريضي عالي الجودة في بيئة مماثلة للبيئة المنزلية تساعد المرضى على الشعور بالارتياح. وبما ان مركز "عناية" هذا يمتلك كل هذه القدرات الادارية والطبية العالية، فلماذا لا يستفاد من خبرته في تعزيز قدرات مؤسسة حمد الطبية لتخفيف الضغوط على النظام الطبي في دولة قطر، واهمها نظام "التامين الصحي" الذي يعاني تلاعب المؤسسات الطبية الخاصة. تكاليف العلاج ارتفعت عما كانت عليه أضعافا مضاعفة، وتحولت معها عملية تقديم الخدمات الطبية إلى تجارة تقوم على الجشع واستغلال ظروف المرضى. أليس من الاجدر التعاون مع مثل هذه المؤسسات الناجحة للوصول إلى أفضل خدمة باقل استغلال؟ وسلامتكم..