12 سبتمبر 2025

تسجيل

عذاب ومعجزة ..في الدوحة!

02 سبتمبر 2014

قادتني الذكريات إلى البحث في أصول واحدة من أبرز قصص كرة القدم التي قد لايعير لها العرب اهتماما ولكن الكثيرين يعيرونها أهمية شديدة، بل ويبنون على أطلالها ناطحات سحابهم الكروية، القصة تعود إلى أكتوبر 93 ، المكان إستاد حمد بن خليفه بالنادي الأهلي وسحيم بن حمد بنادي قطرمساء اكتملت أضلاع مثلثه بمباراة أخرى جماهيرية تدور في إستاد خليفة الدولي، الحدث تصفيات كأس العالم أمريكا 94 !في إستاد خليفة الدولي كان سامي الجابر ورفاقه يضعون أقدام الكرة السعودية في كأس العالم بالفوز على إيران ..هناك كانت الأمور محسومة !الإثارة كانت في ملعبي الأهلي وقطر ..قبلها كانت اليابان قد تجاوزت كوريا واقتربت من المونديال حيث لم تكن تمتلك آسيا وقتها سوى مقعدين، اليابان لديها خمس نقاط تواجه العراق وكوريا الجنوبية صاحبت الأربع نقاط تواجه جارتها الشمالية، وفي الوقت الذي كانت كوريا الجنوبية تسجل ثلاث أهداف في شباك جارتها كانت اليابان تتقدم على العراق بهدفين لهدف، في ذلك اليوم كان اليابانييون يستعدون لفرحة غامرة بتحقق ثاني أهداف خطتهم الكروية بعد الفوز بكأس آسيا والوصول لأكبر محفل عالمي، لكن العراقيين رفقة عمو بابا الشهيرين بالعناد الكروي غافلوا الجميع بكرة في الوقت الضائع محققين التعادل، في إستاد سحيم بن حمد تفاجأ الكوريون بالنتيجة فاحتفلوا بجنون، وفي إستاد حمد بن خليفه تفاجأ اليابانيون بالتعادل وبثلاثية الكوريين حيث تعادلا بالنقاط وتفوق الكوريون بالأهداف، في ظني أن أكبر سرادق عزاء كروي في تاريخ اليابان أقيم ذلك المساء، كل هذه الذكريات قادتني إلى شبكة "يوتيوب" و "جوجل" وفيهما شاهدت مالم أتخيله، دموع وأفلام وثائقية وحتى أفلام كارتون وقصص وكأنها من الأفلام الحزينة حيث سماها اليابانيون بـ "عذاب الدوحة" والكوريون بـ"معجزة الدوحة".اليابانيون بكوا كثيرا وقتها ولكنهم ومن بعدها أصبح إستاد حمد بن خليفة مميزا لديهم ومنه تحدوا أنفسهم ليفوزوا بكأس آسيا هنا في الدوحة في 2011..أقاموا دراسات كثيرة على تلك المباراة وبعدها لم يخرج اليابانيون من أية تصفيات مونديالية، اليابانيون يتذكرون أية مباراة يخسرون فيها وخاصة لو كانت قاسية ومن فريق آسيوي ويحفظون اسم من يسجل في مرماهم فتجدهم يعرفون لاعبي العراق في 93 ويعرفون مثلا مالك معاذ وياسر القحطاني في 2007أمور تكتشف معها أن الاستفادة من الدروس وأخذ العبر مهم لكي لاتتكرر الأخطاء، الأخطاء في نظرهم أمر مؤلم لمن يبحث عن النصر والتقدم ومن المفترض إن أردنا دخول أي مجال أن يكون الفوز عملا لاشعارا وأن نخضع أنفسنا دوما للتقيم والنقد الهادف ومحاولات إيجاد أفضل الحلول والوسائل إن أردنا النجاح، انظر فقط كيف تحولت دموعهم إلى ابتسامات دائمة لتعرف أن النجاح لديهم ليس وليد الصدفة.