14 سبتمبر 2025

تسجيل

موعد مع الله

02 أغسطس 2023

كان أحد الدعاة في زيارة لإحدى العواصم الأوروبية في شهر رمضان المبارك، فوجهت له دعوة من أحد أندية الطلبة العرب لإلقاء محاضرة قبيل الإفطار، يقول الداعية: «اخترت أن يكون حديثي عن «إدارة الصلاة»، وفي الموعد المحدد تقدمت إلى المنبر وفي يدي ورقة كتبت عليها آيتين وحديثين عن الصلاة، ألقيت السلام على الحضور كالمعتاد ثم فتحت الورقة وبدأت أقرأ ما فيها بسرعة فائقة لا يكادون يفقهون معها ما أقول، في دقيقة واحدة كنت قد انتهيت من قراءة الورقة، فطويتها على عجل وبادرت بالمغادرة وأنا أقول لهم: عفوا لتسرعي ولكنني مضطر لأن أترككم الآن فأنا على موعد مع أناس أكثر أهمية منكم بكثير. تناولت حقيبتي مندفعا إلى الباب وأنا ألمح بطرف عيني معالم الدهشة وقد عقدت ألسنتهم وعلى وجوههم خليط من الاحتجاج والاستغراب وعدم التصديق بل ربما الاستنكار والاستهجان، أهكذا كانت ردة فعل البشر التلقائية إزاء تصرف غير مؤدب كتصرفي تجاه ما وعدتهم به؟ عدت إلى الطلبة خلال ثوانٍ لأعتذر عما بدر مني قائلًا هل أنتم غاضبون مني؟ حسنًا، لقد فعلت هذا معكم مرة واحدة وها قد عدت معتذرا، ولكننا نفعل ذلك مع الله خمس مرات كل يوم، ثم لا نعود إليه أبدًا معتذرين تائبين». (من كتاب إعادة اكتشاف الصلاة). نكون في موعد مع الله في وقت كل صلاة ولمدة لا تزيد عن خمس إلى عشر دقائق، يدخل البعض منا في الصلاة بحركات جسدية روتينية رتيبة مفرغة من الحس والتركيز فضلا عن الخشوع، وتشرد أذهاننا يمنة ويسرة نفكر في كل شيء لنقطع به الوقت إلا الصلاة، لا تسخو نفوسنا بذلك الوقت اليسير لله. ولنتذكر كيف نقف منتبهين متيقظين أمام ملك أو وزير أو مسؤول حتى ننال منه ما نريد من غرض الدنيا، وكيف نقف أمام ملك الملوك بهذه الهيئة ثم يقول أحدنا دعوت ولم يستجب لي. قال تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}.