15 سبتمبر 2025

تسجيل

العيد عيدان

02 أغسطس 2020

هل أخبركم أنني لم أسعد بفشل السعودية في الاستحواذ على نادي نيوكاسل الإنجليزي بعد أن ظلت مدة طويلة توهم محبي النادي بأنه قريباً سيكون تحت عهدتهم وسيسيطرون على الملاعب الخضراء؟!.. بلى فرحت وفرحت جداً!. وهل يمكنني أن أكذب في إظهار تلك السعادة العارمة وأنا أرى أنف الإمارات الكبير يمرغ في تراب تونس النظيف التي لم ترض بأن تقحم أبوظبي نفسها في شؤونها الخاصة وتحاول إسقاط زعيم حركة النهضة التونسية ورئيس مجلس الشعب التونسي الحكومي المفكر الحقوقي والمفكر الإسلامي راشد الغنوشي الذي استطاع أن يوقف تمرير اقتراع سحب الثقة منه في البرلمان رغم موافقة ما يقارب سبعة وتسعين نائباً عليها فيما كانت تحتاج فعليا لتأييدها ودعمها مائة وتسعة نواب تتهم تكتلاتها البرلمانية بسوء إدارته للمجلس ومحاولة توسيع صلاحياته وهي تكتلات تحيا تونس والكتلة الديمقراطية والكتلة الوطنية والمستقبل؟!. بالطبع لا يمكنني أن أكذب وأحاول أن أتعاطف مع الخبيثة أبوظبي فيما سعى له ولي عهدها محمد بن زايد، حيث دفع المليارات مناصفة مع محمد بن سلمان لتحقيق هذا النصر في عمق برلمان تونس الحكومي وقلب الطاولة على رجل تعتبره الإمارات إسلامياً خطيراً يمكن أن يقلب كفة الإسلاميين في هذا البلد الذي أنجب أولى ثورات الربيع العربي، وقد سميت آنذاك بثورة الياسمين رغم بدايتها المأساوية في حرق محمد البوعزيزي نفسه أمام مقر الحكومة التي كانت خاضعة لحكم الراحل زين العابدين بن علي وبعدها اشتعل الشعب التونسي غضباً على حال المواطن التونسي الفقير في بلاده واستطاع أن يجبر بن علي على الفرار إلى عمق الرياض التي فتحت له الباب الموارب واستطاع أن يهرب بمليارات الدولارات قبل أن تكتشف قوات أمن الثورة المليارات المتبقية منها وقد زُرعت في حنايا الجدران السرية وبقي هناك حتى وافته المنية تلاحقه لعنات الشعب الموجعة حياً وميتاً. اليوم تولول الرياض وتنوح أبوظبي بسبب ضربتين في الرأس لابد أنهما موجعتان بالطريقة التي لن يستطيعا تحمل الألم لكنهما بلا شك لن تثنيا تلك النوايا الخبيثة والمخططات الشيطانية لهاتين العاصمتين الخليجيتين التي تمثل الأولى رئيسة العصابة، بينما باتت الثانية تابعاً مخلصاً وأميناً لها عن المضي في تلك المؤامرات التي ستعيد الكرة في تونس كما تمارسها بصورة دائمة في ليبيا وسوريا واليمن والعراق والصومال ولبنان وللأسف بدأت أذرعهما الأخطبوطية تمتد حتى العاصمة الأردنية عمّان التي تمر بأزمة متكررة بين نقابة المعلمين والحكومة مستغلة الظروف الاقتصادية العويصة التي لم تخرج منها الأردن منذ عقد من الزمان ضاعفت منها جائحة كورونا الحالية، واليوم تحاولان رمي الطعم الذي عادة ما يتلقفه ضعاف النفس ومن تسري في دمائهم دماء الخيانة لكننا على ثقة بحكومة الأردن القوية، وعلى رأسها الملك عبدالله بن الحسين الذي لن ننسى وقوفه إلى جانب قطر لاحقاً رغم ما بدر من عمّان من إجراء تمثل في خفض محدود للبعثة الدبلوماسية المتواجدة في سفارة الأردن بالدوحة لكن سرعان ما وعت أن معاداة قطر لا يمكن أن تأتي بأُكلها بحسب الوعود السعودية لها بأن ستستطيع أن تُخضع الحكومة القطرية سريعا لما تريده وأن هذا الحصار لن يمتد طويلا بسبب خنوع الدوحة سريعا لشروط دول الحصار، لكن أماني الرياض كانت حلما من خيال فهوى واستطاع البلد الصغير الذي يرتبط بالسعودية بحدود برية أن يُخضع البلد الكبير للإقرار بأنه فشل حينما بات تابعا للبلد الخبيث أولا ثم بفشله في أن تكون قطر على هواه وأن تكون تابعة له باعتباره الدولة كنا نعدها شقيقة كبرى ولكن في الحقيقة هي من أصبحت مثارا للشفقة لأنها هوت والسقوط كان ثقيلا ولا تزال الأيام حبلى بفشل سعودي وإخفاق إماراتي ونصر قطري وحرية دول تتمتع بسيادة واستقلالية ولا يمكن بعد مثلها مثل قطر أن تركع يوم يكون الركوع لله فقط. تمتعوا بالخسارة ودعونا نراقب ونضحك!. [email protected] ebtesam777@