08 أكتوبر 2025

تسجيل

حقوق وواجبات زوجية مهملة

02 أغسطس 2020

لا شك أن الحياة الزوجية شراكة بين اثنين اختارتا العيش معا من أجل بناء أسرية و إنجاب ذرية لتستمر الحياة وتنمو. وجعل الله لهذه الشراكة أساسا تقوم عليه وهو المودة والمحبة فقال سبحانه وتعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة،إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) صدق الله العظيم. والقضية التي سنتحدث عنها في هذا المقال هي مشكلة التقصير أو الإهمال الذي يحدث ما بين الزوجين، وبالتالي تكثر المشاكل وتزداد لتصل إلى ما يبغضه الله عز وجل وهو الطلاق. إن البعض من الأزواج ما تستقر حياتهما وينجبا الأطفال ينشغل كل منهما بما يهمه فبالنسبة للزوج قد يكثر من الخروج من المنزل صباحا للعمل وبعد العصر مع الأصدقاء والأصحاب أو ممارسة هواية ما، بل البعض قد لا يكون عنده ما يشغل فيتسكع في المجمعات والمقاهي تدور عيناه يمنة ويسرة ولا يعود هؤلاء إلى بيوتهم إلا في آخر الليل، يكون الأطفال في سباتهم والزوجة تنتظر ولكن انتظارها لا يثمر إلا عن سؤال ( لماذا أنت سهرانة ) لا كأنها كانت تنتظره وترجو منه لحظات تختلسها من أطفالها لتتحدث إليه وتسمع منه كلمة لطيفة أو عبارة جميلة تريم الابتسامة على وجهها ليبادرها بالدخول للغرفة وهو صامت مستعد للنوم والبعض يكون قد جهز له غرفة خاصة ينام بها وابتعد عن زوجته رغم عدم وجود أي خلاف أو عتاب بينهما، ويتركها للقلق والوساوس مما يداخلها الشك والريبة فتعيش في توتر، خاصة وأنها كانت تنتظره على العشاء فتنام بقهر وحسرة لتستيقظ وقد كتمت كل ما عانته في الليل لتباشر حياتها مع بيتها وأطفالها. وإذا ما جئنا للزوجة نراها أنها انشغلت بعملها الذي تحاول أن تبدع فيه وتنال رضا رؤسائها وتترقى، وتعود للبيت متعبة متأخرة تريد اللحاق بالفراش لترتاح وقد لا تلقي بالا لأطفالها وتسأل عنهم ولا عن زوجها الذي اهتم بهم بعد عودته من العمل، لتنهض بعد المغرب لتعاود التأهب للخروج في حفلة ما مع أهلها أو صديقاتها أو تسوق في المجمعات لتعود بعدها تريد أن تتحدث مع زوجها الذي أنهكه السهر فنام، فتدخل غرفتها التي جهزتها لها لتأخذ راحتها لوحدها بحجة عملها وعدم إزعاجها له !! وهذا للأسف حال البعض من الأزواج الذين قد يعتبرون الحياة الزوجية مظهرا اجتماعيا فقط فيهملوا في حقوق بعضهم البعض وواجباتهم. إن الحياة الزوجية بنيت على المودة وحسن العشرة والتعاون وعلى أهمية الكلمة الطيبة بينهم، فالزوج يحتاج من زوجته أن تبادله المشاعر حتى ولو تظاهر بذلك وتحاول أن توفر له الوسائل التي تسعده وتجعل البيت بالنسبة إليه جنة يعود إليها ليرفل فيها بالسعادة وتسمعه بين الفينة والفينة الكلام المغلف بالمحبة والمودة حتى يسعد وتسعد معه، بعيدا عن صديقات السوء اللاتي قد يدلونها على الطريق الذي تهدم به بيتها بيدها، كما أن على الزوج أن يحسن معاملة زوجته ويبادلها الكلمة الطيبة والأحاسيس، ويغدق عليها بما يسعده من التعامل والمباشرة الحسنة بعيدا عن العصبية والصراخ والاستهزاء أحيانا والصبر في معاملة الزوجة لأن المرأة كما وصفها رسولنا الكريم بقوله ( رفقا بالقوارير ) سريعة الكسر أو الشرخ يصعب أحيانا جبر ما كسر منها، وعليه أن يعمل على مساعدتها في تربية الأطفال وتعليمهم وخاصة الذكور لأنه الأقدر على ذلك. إن كلا من الزوجين لهما حقوق وواجبات فيجب احترامها وعدم الوصول لدرجة الإهمال النفسي والجسدي والتقصير في الحقوق الشرعية لكل منهما، وبهذا وغيره من وسائل التعامل الأخلاقي الذي لا يتسع المجال لذكرها هنا تستقيم الحياة الأسرية وتسير سفينتها بأمان وتقاوم العواصف والمخاطر. [email protected]