10 سبتمبر 2025

تسجيل

وداعاً.. لطيفة عبدالخالق آل إسحاق

02 أغسطس 2018

بقلوب مطمئنة ودعت العائلة احد الاعمدة القيادية لعمودها الفقري بعد رحلة طويلة مع المرض استمرت سنوات عديدة، وتركت اثرا نفسيا واجتماعيا كبيرا، جميع افراد العائلة وجيرانها والعلاقات الاجتماعية والمجتمعية بالمجتمع، واليوم نشهد اثر سيرتها العطرة وبصمتها الحقيقية كنموذج لامرأة قطرية نفتخر به رغم بساطة مستواها التعليمي الا انها قدمت الكثير لأسرتها ولكل من يحيط بها من نساء قطر بكل العوائل المشهود لهم بالخلق والدين والقيم الاجتماعية من خلال بساطة الاسلوب وسعة الصدر وحرصهم على الحفاظ على القيم الدينية والثقاقية والاجتماعية بالمجتمع، ولا يملكون شهادات عليا ولا مناصب ولا دخلا اقتصاديا كبيرا يحتذى به ولكن كان لديهم ما يملكونه من قيم الحياة وهي الحب والعمل والاتقان والاخلاص وبناء بيوت حقيقية واجيال نشهد لهم اليوم من اصحاب القرارات والقيادات بالدولة، والوالدة لطيفة تميزت بحضورها النفسي والاجتماعي بين الاوساط الاجتماعية بالعائلة وخارجها وضيافتها مع الصغير قبل الكبير وبالرقي الانساني في استقبالها وضيافتها للجميع من خلال الارتقاء بالكلمات والعبارات خلال الحوار والحديث وليس بغريب الاقتداء بهذه السمات الشخصية والتي استمدتها من حفظ القرآن وتلاوته آناء الليل والنهار وتحث ابناءها عليه والحفاظ على قراءته وان كانت صفحة واحدة كل يوم وان علاقتهم مع الله لا تنقطع من خلال القرآن والذكر المستمر، ولم تكتف بذلك ولكنها كانت حريصة كل الحرص على حضور مجالس الذكر ودروس التجويد لتطوير نفسها في قراءته بصورة مستمرة وربما يدل ذلك على مستوى الوعي الرائع الذي كانت يتميز به كبار السن رغم بساطة التعليم والدخل الا ان نسبة الوعي بأهمية الدين والتعليم كانت مرتفعة ونقتدي كذلك بتميزها بالحكمة والورع في اسلوبها وتعاملها لكثير من التحديات اليومية والاسرية وحرصها على بث القيم النفسية والاجتماعية الايجابية من خلال معاملتها الاجتماعية الرائعة وتعاملها في التواصل الاجتماعي مع الجميع وذلك السمات والاخلاقيات يشهد لها بنساء قطر بالدرجة الاولى ونفتخر بهم في كل المجالس والمحاضرات والفعاليات والمؤتمرات بأنهم كانوا صناع قيادات ومجتمعات ايمانا حقيقيا بدور المرأة من خلال منبر اسرتها وزرع القيم الاجتماعية والتعليمية والدينية والثقافية والتي نأمل ان نراها بهذه الصورة في الوقت الحاضر وحصول المرأة على كثير من الفرص التعليمية والاقتصادية وغيرها ولا يغفل عليها ثقافة الرحمة والاحسان في تعاملها مع العمالة ونظرتها الانسانية وكلمتها وعباراتها المشهود لها دائما (الى مردة الله بيردة) ومعناها كل الاحسان الذي تقدمه للاخريين لوجه وابتغاء مرضاته سيعود لك بصورة اكبر مما انفقته وربما هي تنقل سلوكيات وثقافة الرحمة والعطاء كما هو بالقرآن والسنة ببساطة الاسلوب وليس بالكلفة والتكابر و(ام علي) نموذج للمرأة القطرية قدمت الكثير وصنعت الكثير من خلال مسيرة حياتها الاجتماعية واليوم تعرض كل انجازاتها الانسانية والاجتماعية بين افراد العائلة ومواقفها المشهود بها وكيف تركت اثرا نفسيا واجتماعيا ومجتمعيا في نفوس الجميع، والعزاء هو المكان الوحيد الذي تعرض فيه السيرة الذاتية للشخص ولكل منا بدون مجاملات ولا نتذكر لا مالا ولا منصبا ولا جاها ولكن سيذكر فقط سيرتك العطرة واخلاقياتك وبصمتك مع الجميع داخل الاسرة والعمل والمجتمع وماذا قدمت وتركت واثرت من قول وعمل واخيرا انت في قلوبنا وعقولنا يا (ام علي) بكل اثر جميل تركته مع الجميع، ورحم الله كل الآباء والامهات وكل من كان نموذجا حقيقيا في حياتنا الاجتماعية والمجتمعية.