19 سبتمبر 2025

تسجيل

قارئ إيجابي

02 أغسطس 2015

عندما يكتب أحدنا، فهو يكتب ليتنفس، أو ليتناول قضية اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية وغيرها، أو يحاول بحروفه تعزيز بعض من القيم الاجتماعية في نفوس متابعيه، عندما يكتب أحدنا فهو يمنح الآخرين عصارة فكره وتجاربه وخبراته في الحياة، في المقابل يحتاج كل كاتب أن يرى تأثير ما يكتب على من حوله أو على كل قارئ تصل له حروفه، عن طريق نقاش بناء أو من خلال تقبل أو رفض الفكرة أيضاً. القارئ الإيجابي هو ذلك الذي يمنح الكاتب وقتاً وتفكيراً ونقداً بناء، بل يهديه عيوبه أيضاً بأسلوب راقٍ يتقبله القلب والعقل، أعني به القارئ الذي يتفاعل مع ما يقرأ فيحس بعواطف الكاتب وكأنها تنبعث منه هو ويعيش أفكاره وكأنه عايشها معه أي أنه يرى المقال من جديد ويتقمص دور صاحب القضية بل ويدافع عنها أحياناً كثيرة. القارئ الإيجابي هو الذي يوصل صوته إلى الكاتب فهو يسارع إلى كشف موقفه مما قرأ للكاتب، فعندما تصلني عبر البريد الإلكتروني رسالة من قارئ إيجابي أعتبرها مادة مهمة بالنسبة لي بل ومؤشرا أساسيا لمستوى تدويني لأفكاري وقدرتي على ترجمة مشاعر وأحاسيس وقضايا الآخرين وكأنها قضيتي الأولى، أو عندما يصلني تعليق عبر شبكات التواصل الاجتماعي بين مؤيد للفكرة أو ناقد لها وبين من يضيف من أفكاره فيدعم أفكاري، أو عندما أرى أحد القراء يتبنى مقالتي فيترجمها للغات أخرى وآخر يقوم بنشر المقال في مواقع إلكترونية عديدة فهنا الإيجابية المنشودة فهي موجودة وإن قل عددهم. كل كاتب مهما اختلف مستوى ثقافته وخبرته ودرجته الأكاديمية يتمنى أن يعرف المدى الذي وصلت إليه مقالته في نفوس الناس هل تقبلوا فكرته هل هناك من تبناها هل هزت روح مسؤول أم هل أحدثت تغييرا في المجتمع المحيط، أو كانت نقطة بداية لانطلاق أفكار ومشاريع تنفع المجتمع مستقبلاً. كم نحتاج جميعاً للقارئ الإيجابي الذي يتابع ويقرأ بعين الاهتمام ينتقد ويتواصل ويقدم فكرة من شأنها أن تحدث تغيراً مستقبلاً.. فشكراً لكل قارئ إيجابي أهداني عيوبي يوماً ما، وأسهم في استمراري وتطويري.