13 سبتمبر 2025

تسجيل

أين النُصرة يا مصر؟!!

02 أغسطس 2013

كلنا يعلم مدى ما تشكله مصر من أهمية للأمتين العربية والإسلامية كونها كانت ومازالت درعا من دروعها وحصنها المنيع، والمتطلع لتاريخ مصر يتيقن له ذلك تماماً، فلو عدنا للمآسي التي عاشتها أمتنا العربية والإسلامية على مدى القرون الماضية لوجدناها حُبلى بالقصص التي تشيب لها الولدان وتقشعر منها الأبدان. ورغم أنها وفي ظل أسوأ أحوالها بسبب ضعفها ووهنها المعتاد، إلا أنها سرعان ما تستيقظ من سباتها العميق وتتولد فيها الصحوة والنخوة من جديد، والشرارة تبدأ من أرض مصر لتضيء سماء الأمة بالنصر والعزة وتعيد أمجاداً دفنتها التفرقة وشتتها الأحقاد!! وفي ظل ما تعانيه الأمة من تكرار لسيناريو " الوهن والضعف والتفرقة " حتى تكالبت عليها الأعداء من كل حدب وصوب، ها نحن نعيش زمنا " أغبراً " ضاعت فيه النخوة ونصرة الأخ المظلوم، فما يعانيه الأشقاء في سوريا مثال واضح لهذا الذل والخذلان!! أقول هذا الكلام بعد خيبة أملنا عند تأكيد المعلومات الواردة بسماح الحكومة المصرية قبل أيام قليلة بمرور مدمرة صينية عبر قناة السويس وهي تحمل على ظهرها 2308 أطنان من الأسلحة ترافقها فرقاطة حربية في طريقها للنظام السوري لدعم آلته المجرمة واستخدامها ضد المدنيين العزل من الشعب السوري الحر، ما أثار استغرابي أنها جاءت في وقت يستنكر فيه العالم الجرائم الوحشية لنظام بشار ضد شعبه ومن المفترض على حكومة يرأسها رجل محسوب على حركة الأخوان المسلمين أن توقف هذه القطع الحربية وقطع الطريق على أي نظام مهما كانت قوته بدعم غير مشروع لنظام مجرم أقر العالم بأسره على وحشيته!! الدكتور حسن البرنس القيادي في حزب الحرية والعدالة " أتحفنا " بتعليقه على هذه الحادثة بأنه لا يجوز لمصر أن تُعارض منع أي سفينة من المرور عبر هذا الممر المائي مستنداً بذلك على إتفاقية الإستانة الموقعة عام 1888م!! أي قبل إنشاء منظمة عصبة الأمم والأمم المتحدة بعقود طويلة!! وليته أكرمنا بسكوته ولم يبرر هذا " التخاذل " بالتزام مصر باتفاقية أكل منها الزمن وشرب! فلازلنا نتذكر كيف وقف الأخوان المسلمون وقفة رجل واحد ومن بينهم الرئيس محمد مرسي بـ " شحمه ولحمه " إبان غزو دولة الكويت الشقيقة عام 1990م ونظموا مسيرة مناهضة لعبور السفن الحربية الأمريكية والبريطانية لقناة السويس لضرب العراق!! فيالها من مفارقة عجيبة تستدعي منا وقفة في معرفة مستجدات الأمور ومفاجآتها التي لم تأت في الحسبان تماماً!! فلو كان نظاماً آخر غير هذا النظام المحسوب على التيار الديني لقلنا بأنه أمرٌ غير مستغرب، أما أن نرى هذا السكوت والتخاذل ممن يدّعون بالتدين وبأنهم عزٌ لهذه الأمة فإنها لعمري هي مصيبة المصائب.. ولا حول ولا قوة إلا بالله. فاصلة أخيرة يا أيها الشعب السوري الحر العظيم.. رددوا فقط " ياالله مالنا غيرك ".. ولا تعوّلوا كثيراً على أشقائكم.. فإنهم كزبد البحر!!