12 سبتمبر 2025
تسجيلتقييم حساسية الآباء للتعرض للمواد الكيميائية قد يمنع إصابة أبنائهم بالتوحد وفرط النشاط الحركي.. إن صحة الأطفال تعتبر من أهم أولويات الأهل، حيث يسعى الوالدان دائمًا إلى توفير بيئة صحية وآمنة لأبنائهم. في السنوات الأخيرة، ازداد الوعي حول دور البيئة والعوامل الخارجية في التأثير على صحة الأطفال، بما في ذلك ارتباط التعرض لبعض السموم بزيادة مخاطر الإصابة بالتوحد وفرط النشاط الحركي. ولكن السموم المقصودة هنا هي التي يتعرض لها الآباء وليس الأبناء، وذلك بحسب نتائج دراسة حديثة من نوعها قام بها باحثون، ونشرت نتائجها في مارس 2024، ضمن برنامج هوفمان لصحة سان انتونيو. فاصحبني عزيزي القارئ لنعرف أكثر حول هذه الدراسة ونتائجها، وكيف يمكنها التنبؤ بحساسية الآباء تجاه هذه المواد أو السموم لوقاية أطفالهم من الإصابة بالتوحد وفرط النشاط الحركي ونقص الانتباه. وفقاً لهذه الدراسة يمكن للوالدين المساعدة في منع التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند أطفالهم عن طريق تجنب التعرض للسموم. حيث قال الباحثون إنه باستخدام استبيان معين تم التحقق من صحته ويستخدم الآن في جميع أنحاء العالم لتحديد الأفراد الذين يعانون من عدم القدرة على تحمل التعرض لعدد من المواد الكيميائية – وهو ما يسمى بـ (QEESI) – حيث يمكن للوالدين والممارسين تحديد المخاطر لكل عائلة ومعرفة حالات التعرض التي يجب تجنبها في منازلهم. وبالتالي قد يكون هناك فرصة لمنع التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى أطفالهم. تفيد نتائج الدراسة أن الآباء الذين يعانون من درجات عدم تحمل المواد الكيميائية، لديهم نسبة أعلى بـ 5.7 مرة لخطر الإبلاغ عن طفل مصاب بالتوحد عن غيرهم. وبنسبة أعلى بـ 2.1 مرة لخطر الإبلاغ عن الإصابة بفرط الحركة ونقص الانتباه مقارنة بالآباء الذين لا يعانون من ذلك. تأتي الدراسة الجديدة وسط زيادة كبيرة في انتشار مرض التوحد بنسبة تصل إلى 317 ٪ منذ عام 2000، والتي تحدث الآن في واحد من كل 36 طفلا. كما ارتفع معدل انتشار اضطراب فرط الحركة إلى واحد من كل ثمانية أطفال، وفقا لمركز السيطرة على الأمراض. يمكن لـ QEESI تحديد الأفراد المعرضين لخطر متزايد وتقييم المخاطر في المنزل، من التعرض الشخصي للمحفزات المحتملة مثل المبيدات الحشرية والعطور ودخان التبغ. قد يكون الارتفاع العالمي في مرض التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بسبب التعرض للمواد السامة المشتقة من الوقود الأحفوري يحفز جينات خلايا معينة في الجهاز المناعي والتي قد تكمن وراء التهاب الدماغ في مرض التوحد. ولتقدير مدى حساسيتك تجاه هذه المواد، يتم الإجابة عن ثلاثة أسئلة: 1. هل تشعر بالغثيان عندما تتعرض لدخان التبغ، العطور، مزيل الأظافر، البنزين، أو معطرات الجو، المبيدات الحشرية، الطلاء مستلزمات التنظيف، أو السجاد الجديد؟ 2. هل لديك ردود فعل سلبية أو حساسية تجاه أي أدوية (مثل المضادات الحيوية، أو مسكنات الألم أو صبغة التباين بالأشعة السينية أو اللقاحات) أو الإجراءات الطبية / الجراحية؟ 3. هل لديك ردود فعل سلبية عن أي أطعمة مثل منتجات الألبان، القمح أو الذرة أو البيض أو الكافيين أو المضافات الغذائية (مثل MSG أو صبغة الطعام)؟ فإذا أجبت بنعم عن أي من هذه الأسئلة الثلاثة، فشارك هذه النتائج مع طبيبك لاستشارته. نأمل أن تساهم هذه الدراسة في تحسين فهم الدور المحتمل للعوامل البيئية في الارتفاع العالمي للتوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند الأطفال.