16 سبتمبر 2025
تسجيل• النفس البشرية أضعف من أن تتحمل صدمات وضربات متكررة في زمن اختلفت فيه المعايير ومقاييس الأسوياء من البشر. زمن السيطرة للسطوة والقوة! ولكن يقينها وتوكلها على الله الذي هو حسبها ونعم الوكيل يجعل من هذه الصدمات ومن هذا الضعف ومما يعترضها من تقلبات وهموم ومنغصات وظلم تتلاشى أمام معية الله وتدبيره وقدرته . • النفس البشرية تعاني الوحدة والغربة إن كانت تتعامل وتعيش ضمن نفوس غريبة الأطوار ونفوس تسكنها الضبابية والغموض، ونفوس لا تحمل من الإنسانية إلا المادة والقسوة والأنانية ! نفوس تتجمل وتتزين ويسكنها القبيح خلقا وفكرا!.. • النفس البشرية متى كان حبل روحها مرتبطا بالله، ومتى علت الروح فوق ماديات الحياة وزينتها ولهوها؛ كانت من الشفافية والنقاء والرقي الذي يجعلها ترتفع وترتقي بقيمة الروح ومتطلباتها الراقية، وانتقائها من البشر الأسوياء روحا وفكرا ،وانتقائها واختيارها لكلماتها وتعاملها. هذه النفس البشرية قد يراها البعض من المستحيلات التي لا يمكن وجودها في هذا الزمن ! فوجودها قد يزعج ويكشف زيف النفوس الخبيثة ! • زمن سيطرت المادة وفرضت سطوتها وقوتها وأنانيتها على الأشياء حتى غدا الإنسان إنسانا غريبا بينهم! زمن كل يلهو ويلهث لمصالحه ونزواته ورغباته وخططه! • زمن الصغير فكرا وروحا يجد منفذا ومكانا لفرض هزله وسخافاته وسموم فكره! زمن التافه فيه من البشر أصبح سيد القوم وآمرها ! • زمن الجاهل بمعاني القيم والإنسانية متحكم في مصائر ومصالح البشر وواعظ ! زمن علت فيه أبواق تصدح ليلا ونهارا بقبيح أصواتها وسموم أفكارها لتجعل من كثافة وفراغ وقتها وحضورها أبواقا تدعو لفساد الأخلاق ! • زمن اختلفت فيه لغة القوة والسطوة ، ليجعل مفهوم القوة وكأنها لغة عصابة وقطاع طرق تقتنص الفرص والمزايا من يد غيرها لتجعله حقا لها ! • آخر جرة قلم: أصبحت النفوس غريبة بأخلاقها ومبادئها، وما يعترض أمامها وفي كل مكان من صور قبيحة! الجهر بالمعاصي بكل صوره اعتادته بعض النفوس حتى أصبح القابض على دينه والمتمسك بقيمه، والناكر بمبادئ الدين والأخلاق بقوة لمنكرات وسيئ الأخلاق ونقيض الفطرة الإنسانية أصبح من غريب البشر ومدعي المثالية. ولكن اليقين بأن دولة الفساد في كل شيء ابتداء من الأخلاق والأعماق وصعودا لسيطرة أعداد وأقوام لن تدوم، فالفساد ورداءة النفوس تنبذه وتلفظه النفوس السوية فلا يبقى له مكان ! Tw:salwaalmulla