15 سبتمبر 2025

تسجيل

تمسي ناراً وتصبح رماداً !

02 يوليو 2020

اليوم تعلن المملكة العربية السعودية بأن لا حج هذا العام لضيوف بيت الله من خارج المملكة، وأنه سيقتصر على المسلمين في الداخل ممن يحملون الجنسية السعودية وجنسيات أخرى مختلفة. وأنا هنا لا أتحدث عن الظرف القاهر الذي دعا الرياض لإعلان هذا القرار الخاضع للأزمة العالمية الصحية المتمثلة في تفشي فيروس كورونا المستجد والذي أودى بحياة ما يزيد على نصف مليون شخص في العالم، وتتعرض السعودية مثل غيرها من دول المنطقة والعالم العربي والإسلامي لهذه الموجة الشديدة التي تعد الأولى والتي تمر بها كل الدول على الكرة الأرضية. ولكني أتحدث عن أحقية أن تسمح السعودية لفئة معينة بأن تؤدي العمرة أو الحج وتمنع فئات أخرى من ممارسة هذا الحق الديني والدنيوي، المفروض تأديته على كل مسلم بغض النظر عن لونه وجنسه وجنسيته وبلده. كما نرى هذا التعسف بحق أهل قطر منذ ما بات يزيد على ثلاث سنوات من الحصار المفروض على بلادنا من قبل هذه الدولة، التي رأت أن لها الحق الكامل وبكل وقاحة نعتبرها شعبيا في قطر بأن تمنع كل قطري ومقيم في قطر بتأدية هذا الحق الذي لا يمكن أن تعده حكومة المملكة بأنه يدخل ضمن قوانينها الداخلية أو يكون ورقة ضغط في خلافاتها السياسية ثم خرجت لنا بوقاحة أكبر لتقول: نحن لم نمنع أهل قطر بل تبرعت لهم إحدى ممثلات الوسط الفني السعودي الهابط لدينا بثلاث طائرات لتقل أهل قطر مجانا إلى جدة لتأدية فريضة الحج بعد أن منعتهم حكومتهم من أدائها. كما عرض وزير خارجيتنا آنذاك عادل الجبير، المتلعثم بأن يتكفل مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية بأن يمد قطر بكافة المواد الغذائية التي بلا شك تنقص عليها بعد فرض الحصار البر والجوي والبحري على هذه الدولة المعزولة، وحتى الملك سلمان أمر بأن تقوم طائرات الخطوط الجوية السعودية بالنزول في مدرج حمد الدولي لنقل حجاج قطر إلى جدة مباشرة وعلى نفقته الشخصية، فما رأيكم بهذا الكلام يا من لا زلتم ترون بأنه مقاطعة لا حصار؟!. ما رأيكم في سياسة سعودية تمنع أن تكون لنا حملات معتمدة رسمية في قطر نسجل فيها وترتب لنا أمور الرحلة والإقامة لتأدية الفريضة بكل يسر وسهولة وأمان وتنسق مع وزارة الحج السعودية حول أعداد حجاج قطر، وتذهب بزيارات ميدانية مسبقة للإشراف على مكان إقامة هؤلاء الحجاج وتوفير أقصى سبل الراحة فيها. ما رأيكم في إغلاق المنفذ البري لأي رحلة برية لباصات وحافلات تقل الحجاج والمعتمرين قادمة من قطر وإغلاق المنفذ الجوي لأي طائرة للخطوط الجوية القطري أو أي طائرات لخطوط طيران أخرى قادمة من الأجواء القطرية لمطاري الدمام أو جدة وتصر على عرض هذه (الهبات) التي ما كان لحكومة قطر الأبية أو شعبها عزيز النفس أن يقبلوا بها وهي الدولة التي ترفل بالخير والعز والغنى بحمد الله. أليس هذا ما يسمى بالحصار الديني الذي يمكن وصفه تحديدا بالحصار الدنيء الوضيع والخسيس؟!. اليوم نقولها الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً يليق بعظمته سبحانه، فبعد كل هذه السياسة غير المسؤولة لهذه الدولة الكرتونية سياسياً، يأتي اليوم الذي تعرض فيه الإمارات إغاثة إنسانية على السعودية بعد أزمة النفط الأخيرة التي أحرقت كل أوراق الثقة في حكومة الرياض. ويأتي الله ببلاء كوفيد- 19 ليحرمها من مدخول يفيض على 14 مليار ريال كانت السعودية تتحصلها فقط من موسم الحج كل عام وتكتفي بالذين يسكنون بأرضها، وإن كنت أشك بأن سياسة محمد بن سلمان العشوائية يمكن أيضا أن تسمح لكل المسلمين بتأدية فريضة الحج هذا العام، ما دامت ترى بأن الأماكن المقدسة والحرمين الشريفين يعودان إلى ملكيتها الخاصة التي تسمح لمن تسمح وتمنع لمن تمنع بتأديتها أو الحرمان من هذه التأدية. فهل بعد هذا يأتي من يقول لا تقولوا هو حصار، بل هي مقاطعة تلبس ثوب الحصار في العموم، ونحن نقول سيتوقف هذا التطبيل يوما حين تُلسع كل الجباه بنيران هذه السياسة العمياء السعودية، فلا أحد يمكنه أن يثق بعد اليوم بجارة كبيرة المساحة لكنها صغيرة الحجم والمكانة. [email protected] @ebtesam777