13 أكتوبر 2025
تسجيللو كنت أملك قبعة لرفعتها، ولو كنت ألبس عقالاً ( لطيرته) في الهواء، ولو كنت قوية لدرجة أن يصل التصفيق إلى أبواب غزة المحاصرة وتحديداً إلى مقر السلطة الفلسطينية لصفقت حتى تتورم يداي وحينها سأرفض مداواتها والله!.. فلماذا هذا الهجوم على الرئيس الفلسطيني في رفضه النظر في تقرير شبه أممي رسمي وتأجيله حتى الدورة المقبلة للمجلس الدولي لحقوق الإنسان في مارس المقبل والذي ينص على تجريم إسرائيل في حربها الآثمة على غزة مؤخرا ؟.. لماذا كانت ردود الفعل تجاه موقفه ردوداً قاسية بينما الرجل لم يفعل إلا ما يفعله كل مرة ولم يكن موقفه إلا تكملة لسلسلة لمواقف السلطة الوطنية المتواضعة تجاه شعبها؟!.. ثم ما حكاية التقرير الذي لم يكن إقراره واعتماده أو تأجيله أو حتى تجاهله ونسيانه سيفعل شيئاً يذكر أمام الجبروت الذي تبدو عليه إسرائيل والتي تحيط نفسها بصداقات وثيقة مع كبرى دول مجلس الأمن والأمم المتحدة وفي مقدمتها أمريكا ؟!.. لماذا كان الصراخ والشجب والاستنكار لموقف عباس بينما العرب يشتركون في الإثم نفسه إزاء الهجوم الوحشي الذي تعرضت غزة الباسلة ؟!.. ألم تكن غزة تضئ بالقنابل الفوسفورية وتفترش شوارعها الدماء البريئة والأجساد الطاهرة وتناثرت القبور الصغيرة واحترقت المزارع والدور وأصبحت خراباً ونحن في الجوار منها نشجب ونستنكر ونرفض وننكر ونستريح ساعة لشرب الشاي ثم يعود الشجب ولواحقه المخزية على ألسنتنا البكماء؟!.. ألم نشترك في الجريمة التي تنكرون اليوم على عباس أنه فعلها وحده؟!.. ألا تشاركونه الإثم ولو قليلاً؟!.. هيا قولوها !!.. قولوا إنكم لم تنجدوا غزة وإنكم كنتم طرفاً مؤثراً في تسليم الأرواح الغزاوية للرصاص والقنابل الإسرائيلية !.. قولوا إن ما فعله عباس لم يكن شيئاً جديداً في المسلسل الفلسطيني العربي الذي يتناول ردود الأفعال المخزية وإن العرب كانوا شركاء لا شهود في الجريمة الوحشية التي تعرضت لها غزة ولا يزال شعب غزة يقبعون تحت نيرانها الملتهبة والحصار الآثم الذي يطوق حدودها !.. ولذا ارفعوا أيديكم عن عباس فهو لا يملك من أمر نفسه شيئاً تماماً كما لا يملك من حلم الدولة الفلسطينية سوى أضغاثه المزعجة !!.. ارفعوا أقلامكم عنه فقد أمرنا الله تعالى أن يرفع القلم عن ثلاث فعطوه حصته من هذه الحالات الثلاث وكونوا على قدر من العدل في تجريم أنفسكم قبل تجريم سيادة الرئيس المؤتمن على دولة لا حدود لها إلا في خياله لا سيما مع ظهور ما تسمى بصفقة القرون ودخول وسطاء خليجيين على رأسهم الرياض لتسييرها وتسهيلها !.. وقبل أن تقولوا إنه (فشلنا) بطلب تأجيل النظر في هذا التقرير حتى الدورة المقبلة للمجلس الدولي لحقوق الإنسان قولوا العياذ بالله أن نعيدها وأن (نفشل) أنفسنا بإصدار قرار باهت لن يرمي مجرمي إسرائيل في غوانتانامو باعتبار إن تلك الأقفاص مخصصة للإرهابيين فقط!.. فاستريحوا يا هؤلاء!!.. خذوا نفساً عميقاً في عملية شهيق وزفير صحيحة الخطوات وآمنة الجوانب والعواقب واتركوا إسرائيل لحالها مادامت تفتك بنا سواء تعرضنا لها أم لا. وقبل ذلك اتركوا عباس واسحبوا طلب إسقاط الجنسية منه فما بات يتحمله هذا الرجل ينبئ بلاشك أن (عرفات) قد عاد من جديد باختلاف واحد وهو أن الأول مات مسموماً بينما الآخر لا يعرف حتى الآن كيف ستكون نهايته !.. فإن كان هناك اتهام فوجهوه لأنفسكم لأننا نعلم أن بعض الدول الخليجية والعربية الكبرى تسعى لإتمام صفقة القرن بدعم كبير من واشنطن وأن هذه الصفقة التي يتعرض لأجلها عاهل الأردن لمواقف وضغوط شديدة للقبول بها باعتباره وصيا على القدس تعاظمت من خلال مؤتمر البحرين الذي بفضله سعت المنامة إلى زرع إسرائيل في العمق الخليجي ولكن الأخبار التي وصلتنا أن هذا المؤتمر فشل فشلا ذريعا باعتبار أنه لم يصل لدرجة النجاح التي كان يتمناها كوشنر صهر الرئيس الأمريكي والذي اعتلى المنصة بينما ظهر العرب صغارا تحته كالتلاميذ تسمع وتهز رأسها موافقة وربما معجبة.. أنا أقول ربما !. فاصلة أخيرة: دَوْلةٌ.. أم رُتْبَةٌ.. أم هَيْبَةٌ..؟ هون عليك سَوفَ تُعطى دولةً أرحَبَ مما ضُيَّعَتْ فابعَثْ إلينا بمقاسي قدميك وسَتُدعى مارشالاً و تُغَطى بالنياشين من الدولة حتى أذنيك !!.. [email protected]